يعنى إيه الدوامة العقلية؟.. 5 خطوات بسيطة للخروج منها

في بعض الليالي، قد تستلقي على سريرك بعد يوم طويل، متوقعًا نومًا عميقًا وهادئًا، ولكن فجأة، تستيقظ في منتصف الليل، ويبدأ عقلك بالدوران بلا توقف، تتدفّق الأفكار، وتزداد سرعة التفكير، وتتحول الدقائق إلى ساعات، يبدو النوم وقتها وكأنه هدف بعيد المنال، هذا السيناريو يتكرر مع الكثيرين، ويتسبب في حالة من الإرهاق والتوتر في اليوم التالي، الاستيقاظ المتكرر ليلاً بسبب التفكير المُفرط ليس مجرد اضطراب بسيط، بل هو عامل رئيسي يؤثّر على جودة النوم والصحة النفسية، يمكن من خلال تقنية بسيطة تعتمد على أربع كلمات فقط، تُساعدك على كسر حلقة التفكير وتوجيه العقل نحو الهدوء، لذا نستعرض تقنية الأربع كلمات، وذلك وفقاً لما نشره موقع graziamagazine.

ارق 

عندما يُصبح العقل مسرحًا للأرق

في اللحظات التي تنشط فيها الأفكار منتصف الليل، تميل المخاوف الصغيرة إلى التضخم، وتظهر المشكلات وكأنها أزمات يصعب حلها، وصف عالم النفس الأمريكي جيفري بيرنشتاين هذه الحالة بـ"الدوامة العقلية الليلية"، حين يتحوّل العقل المتعب إلى مساحة صاخبة من الحوارات الداخلية، وكأنك تستضيف حوارًا متشابكًا بين نفسك وهمومك، في هذه اللحظة تحديدًا، من الضروري أن تتعلّم كيف توقف هذا الزخم وتعيد السيطرة على تفكيرك دون صراع أو مقاومة.

أربع كلمات بسيطة تغير كل شيء

واحدة من أكثر الطرق فعاليّة لوقف التفكير المُفرط هي تكرار عبارة بسيطة: "هذه الفكرة يمكن أن تنتظر"، قد تبدو الكلمات عادية، لكنها تخلق حاجزًا ذهنيًا واضحًا بينك وبين الأفكار المزعجة، أنت لا تنكر المشكلة، ولا تحاول حلّها في منتصف الليل، بل تؤجلها لوقت آخر يكون فيه العقل أكثر توازنًا، التكرار الهادئ والحازم لهذه العبارة يمنحك شعورًا بالتحكّم ويُعيد التوازن بينك وبين عقلك.

دمج العبارة مع التنفس والتصور

لزيادة فاعلية هذه التقنية، يمكن ربط العبارة ببعض الإيماءات الجسدية أو الذهنية، على سبيل المثال، يمكنك أخذ نفس عميق ببطء مع كل تكرار للعبارة، كما يُمكنك تخيّل "جرة للأفكار"، تضع فيها كل المخاوف والمشاغل، وتُغلقها بإحكام، مع وعد داخلي بفتحها في الصباح، هذه الخطوات البسيطة تُساعد على فصل النفس عن التفكير وتُعيد تركيز العقل على الراحة بدلاً من الإجهاد.

الاصابة بالارق

تمرين جسدى وعقلى لإيقاف اجترار الأفكار

تقترح خبيرة النوم كارول سيرات تمرينًا فعالًا يُساعد على تهدئة التفكير المُفرط بسرعة، عندما تظهر فكرة مزعجة في منتصف الليل، كل ما عليك هو أن تعترف بها دون إنكار، ثم تأخذ نفسًا عميقًا، وتشُد قبضة يدك لثوانٍ، وتقول في داخلك: "توقف!"، ثم تزفر ببطء وأنت ترخي قبضتك، كرر هذا التمرين عشر مرات متتالية. بعد ذلك، ستلاحظ غالبًا أن توترك قد خفّ، وربما تكون قد نسيت أصل الفكرة التي أزعجتك.

شخص يحاول أن ينام

النوم الهادئ يبدأ من الداخل

الأرق الناتج عن التفكير المفرط ليس مجرّد ليلة سيئة، بل قد يتحوّل إلى عادة مزعجة تؤثر على نوعيّة الحياة بأكملها، ولكن باستخدام هذه الطريقة البسيطة، التي تجمع بين عبارة تهدئة، وتنفّس عميق، وتخيّل مُوجه، وتمرين جسدي، يمكنك استعادة السيطرة على عقلك. المفتاح هو إدراك أنّك لست مطالبًا بحلّ كل شيء في الليل، وأن بإمكانك تأجيل الأفكار دون إنكارها، مما يُمهّد الطريق لعقلٍ أكثر هدوءًا ونومٍ أكثر راحة.