نجيب محفوظ في عصر الرقمنة.. كيف يصل الجيل الجديد لأعماله الإلكترونية؟

بعد مرور 19 عامًا على رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، ما زالت أعماله حاضرة بقوة في المشهد الأدبي العربي والعالمي. لكن التحدي اليوم لم يعد في قيمة النصوص وحدها، بل في كيفية وصولها إلى الأجيال الجديدة التي اعتادت على الهواتف الذكية والتطبيقات والبودكاست أكثر من اعتادتها على المكتبات الورقية.

أعمال نجيب محفوظ الكاملة باتت متاحة في نسخ رقمية عبر منصات مثل كيندل وجوجل بوكس، وهو ما يمنح القراء مرونة في الاطلاع عليها في أي وقت ومكان. وهكذا تتجدد علاقة الشباب مع نصوص مثل الثلاثية وأولاد حارتنا بعيدًا عن صعوبة الحصول على الطبعات الورقية أو ارتفاع أسعارها.

كما توفر مؤسسة هنداوي الثقافية أعمال محفوظ بشكل مجاني على موقعها وتطبيقها "هنداوي كتب"، بموجب تعاقدها مع أسرته. وتشمل هذه الأعمال رواياته الشهيرة مثل الحرافيش، وثرثرة فوق النيل، واللص والكلاب، إضافة إلى الثلاثية (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية).

ويميل الجيل الرقمي إلى الاستماع أثناء التنقل أو العمل، وهو ما يجعل تحويل نصوص محفوظ إلى أعمال مسموعة خطوة مهمة. بالفعل، توفرت العديد من رواياته على منصات مثل Storytel ويوتيوب، في صيغة كتب صوتية أو دراما مسموعة، ومن أبرزها المرايا وزقاق المدق وقصر الشوق.

كما وجد محفوظ حضورًا في عالم البودكاست من خلال حلقات تناقش رواياته الكبرى مثل الثلاثية والكرنك، وتعرض تحليلات لأفكاره الفلسفية في قضايا مثل الحياة والموت، بجانب تناول مذكراته وسيرته. بل وتم إنتاج بودكاست كامل عنه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقًا جديدة لإعادة تقديمه للأجيال.