تحدث الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، عن الموقف المصري الثابت تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدًا أن القاهرة شددت منذ البداية على أن التهجير القسري للفلسطينيين يمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وأوضح سلامة أن الهدف الحقيقي من الحرب لم يكن القضاء على حركة "حماس"، وإنما تصفية القضية الفلسطينية عبر مخطط لتفريغ القطاع من سكانه، لافتًا إلى أن مصر أدركت هذه الأبعاد منذ اليوم الأول.
وتطرق سلامة إلى اجتماع وصفه بـ"المشبوه" في البيت الأبيض، ضم الرئيس الأمريكي وعددًا من الشخصيات الدولية بينهم توني بلير وجاريد كوشنر، مشيرًا إلى أن غياب أي وضوح بشأن مستقبل غزة يعكس محاولات تمرير مخططات تتعارض مع الحقوق الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.
وانتقد سلامة ما وصفه بـ"صمت المجتمع الدولي"، وعجزه عن اتخاذ إجراءات رادعة ضد إسرائيل، معتبرًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يماطل عمدًا في الاستجابة للمبادرات المصرية ـ القطرية للتهدئة، مستغلًا الحرب لتعزيز صورته داخليًا عبر المراوغة وكسب الوقت.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الموقف الأمريكي لا يقتصر على التواطؤ الصامت، بل يصل إلى حد الشراكة في الجرائم عبر الدعم العسكري والسياسي والمالي الذي يشجع إسرائيل على الاستمرار في عدوانها.
وأضاف، أن إسرائيل تسعى لتدمير غزة بالكامل، وفرض سيطرتها الأمنية على ما تبقى من أراضيها، وهو ما يعادل الاحتلال المباشر، محذرًا من أن هذه السياسات لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل تهدد استقرار المنطقة العربية بأكملها.
وأعرب سلامة عن تشككه في جدوى تحركات بعض الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، موضحًا أن إسرائيل تفرض أمرًا واقعًا على الأرض عبر تدمير البنية الجغرافية للقطاع، مما ينذر بانتهاء حل الدولتين واستحالة التوصل إلى تسوية عادلة مستقبلًا.