دندراوى الهوارى

عقيدة حماس والإخوان.. رفض إقامة دولة وتحويل القضية لـ«دجاجة تبيض ذهبا»!

الأحد، 03 أغسطس 2025 12:00 م


قال مفكر: «أنْ لا تعرف شيئا، لا يشين، أنْ لا ترغب فى المعرفة، شىء يثير الدهشة»، انطلاقا من هذه المقولة، فإننا نؤكد أن هناك جماعات وتنظيمات ومتعاطفين ومنساقين، لا يرغبون فى معرفة الحقائق، ويتركون لمشاعرهم العنان فى التحكم والسيطرة على قراراتهم ومواقفهم، وتعطيل عقولهم عن التفكير والتدبير!

الحقيقة الأولى المؤكدة - وفق اعترافات قيادات إسرائيلية منشورة فى وسائل إعلام، وكتب ومذكرات لقادة إسرائيليين - أن إسرائيل قدمت دعما كبيرا لحماس، بهدف تقويض تمدد وتأثير منظمة التحرير الفلسطينية، وأن هذا الدعم يعود إلى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وهى الفترة التى شهدت اضطرابات سياسية كبيرة فى المنطقة، وقد اعترف مسؤولون إسرائيليون سابقون علانية بدور إسرائيل فى توفير التمويل.

من بين هؤلاء الذين اعترفوا بدعم إسرائيل لحماس، العميد إسحاق سيجيف، والذى كان يشغل منصب الحاكم العسكرى الإسرائيلى فى غزة خلال أوائل الثمانينيات، بتقديم مساعدات مالية إلى حركة حماس، بناء على تعليمات السلطات الإسرائيلية، كما ساهمت إسرائيل فى بناء أجزاء من شبكة المساجد والأندية والمدارس التى أنشأها مؤسس الحركة أحمد ياسين فى غزة، فضلا عن توسيع هذه المؤسسات.

وفى عام 1998، وخلال زيارة رئيس الوزراء التركى حينذاك، مسعود يلماز لإسرائيل، والتقى حينها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو - الذى تولى لأول مرة رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 1996 - اقترح «نتنياهو» على نظيره مسعود يلماز، دعم حماس، وقال نتنياهو حينها: «حماس لديها أيضا حسابات مصرفية للمساعدات فى البنوك، ونحن نساعدهم أيضا، ونتمنى أن تضطلع تركيا بنفس الأمر أيضا».

الحقيقة الثانية، تتلخص فى الإجابة عن السؤال الجوهرى: لماذا ترفض حماس وجماعة الإخوان ومن على شاكلتهما، إقامة دولة فلسطينية رغم الفرص العديدة التى أُتيحت لتحقيق هذا الهدف وكان بالإمكان إنقاذ على الأقل 50% من الأراضى الفلسطينية؟ ولماذا كما - قال الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك - ترفض حماس الجلوس على طاولة المفاوضات ووضع حد للتمزق الفلسطينى ومحاولة لملمته وتوحيد صفوف الفصائل، ومن ثم الاتفاق على عدم إهدار الفرص العديدة لإقرار السلام وإعادة الأرض وإقامة دولة فلسطينية؟  

الإجابة مؤلمة وغائبة عن هؤلاء الراغبين فى عدم المعرفة، وأيضا، وللأسف، غائبة عن ذهن الخبراء الاستراتيجيين، أصحاب النظريات العميقة والحالمة المتصادمة مع الواقع، ومندثرة من عند الذين يتعاملون مع السياسة برومانسية مفرطة تفوق عشاق الهوى، والبعيدة كلية عن مصالح الدول، وهى: أن حماس، عقيدتها وبناؤها الفكرى قائمان فقط على النضال المسلح لصالح «قضية» وليس على مفهوم «دولجى» والسعى لإقامة دولة!

الحقيقة الثالثة، أن التصعيد الأخير من المنظمات الفلسطينية ضد مصر، ليس بجديد، فقد رفضت هذه التنظيمات، الجلوس على مائدة المفاوضات التى كانت تقودها مصر، وظل مقعد فلسطين شاغرا فى فندق مينا هاوس، عند التوصل النهائى لاتفاقية السلام 1979 والتى تمكنت مصر بموجبها من استعادة كل أراضيها، دون نقصان حبة رمل واحدة، بينما ضاعت الفرصة الذهبية فى إقامة الدولة الفلسطينية على 50% من الأراضى المحتلة، على الأقل.

بل وزايدت التنظيمات الفلسطينية على موقف مصر من توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، ونعتوا قيادتها بالخيانة وبيع القضية، متناسين عن عمد، أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى خطابه بالكنيست الإسرائيلى منذ 46 سنة، قال نصا: «إننى لم أجئ إليكم لكى أعقد اتفاقا منفردا، ليس هذا واردا فأى سلام منفرد بين مصر وإسرائيل لن يقيم السلام الدائم العادل فى المنطقة، إننى لم أجئ إليكم من أجل سلام جزئى ننهى فيه حالة الحرب فى هذه المرحلة ثم نرجئ المشكلة برمتها إلى مرحلة تالية، فليس هذا هو الحل الجذرى.

وأضاف: هناك أرض عربية احتلتها ولا تزال تحتلها إسرائيل بالقوة المسلحة، ونحن نصر على تحقيق الانسحاب الكامل منها بما فيها القدس العربية، فليس من المقبول أن يفكر أحد فى الوضع الخاص لمدينة القدس فى إطار الضم أو التوسع، ليس هناك من ينكر أن قضية شعب فلسطين هى جوهر المشكلة، وإذا كنتم قد وجدتم المبرر القانونى والأخلاقى لإقامة وطن على أرض لم تكن كلها ملكا لكم فأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامة دولته من جديد فى وطنه».
ومع ذلك لم تنجُ مصر حينها، من هجوم شرس وتخوين وقح، وهو ما يتكرر حاليا، من خلال الحشد الحمساوى والإخوانى وبإيعاز إسرائيلى أمريكى، لتوريط مصر وتبرئة إسرائيل!

شىء يثير الجنون، ويؤكد أن التنظيمات عقيدتها العيش فى كنف «القضية والكفاح المسلح»، وليس «إقامة دولة» لذلك رفضت كامب ديفيد وكل المحاولات التالية للحل وإقامة دولة، ونفذت عملية 7 أكتوبر التى كانت وبالا على القضية برمتها، ثم تحاول توريط مصر وتبرئة إسرائيل! 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب