أكدت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بجهود مصرية مستمرة يمثل عاملًا رئيسيًا لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية، خاصة مع وصول انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 98%.
وأوضحت تمارا حداد، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز" من رام الله، أن استمرار تدفق المساعدات يواجه عراقيل إسرائيلية تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين للنزوح إلى مناطق محدودة وخطرة، مشيرة إلى أن استهداف المدنيين وحرمانهم من المساعدات يدخل ضمن "خطة ممنهجة" لإضعاف صمود الشعب الفلسطيني، مؤكدة ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف العدوان والتوصل إلى هدنة مستدامة.
وأضافت أن ما يجري في غزة والضفة الغربية جزء من مشروع سياسي أوسع يسعى إلى إعادة تقسيم المنطقة وفق رؤية إسرائيلية – أمريكية، شبيهة باتفاقية "سايكس بيكو" جديدة، تستهدف فصل شمال الضفة عن جنوبها وتقليص مساحة قطاع غزة من 365 كيلومترًا مربعًا إلى نحو 200 كيلومتر فقط، بما يحول القطاع إلى منطقة مكتظة بلا مقومات حياة.
كما توقعت حداد أن يشمل هذا المشروع ترتيبات أمنية صارمة تضع الضفة الغربية وغزة تحت سيادة إسرائيلية مباشرة، إلى جانب خطط لتقسيم سوريا ولبنان إلى مناطق حكم ذاتي، محذرة من احتمال تصعيد عسكري كبير في المنطقة خلال عام 2026.
واختتمت الباحثة السياسية بالتأكيد على أن مواجهة هذه المخططات تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا واستراتيجية إقليمية لحماية القضية الفلسطينية، خاصة في ظل تنسيق سياسي واقتصادي بين تل أبيب وواشنطن يهدف لإعادة صياغة الواقع الجيوسياسي للشرق الأوسط.