تمر اليوم الذكرى الـ 60 على رحيل الزعيم الراحل مصطفى النحاس باشا، أحد زعماء حزب الوفد التاريخيين، وكان شخصية بارزة في السياسة المصرية في عهد الملكية، ورئيساً لحزب الوفد ورئيساً لوزراء مصر، ولعب دوراً هاماً في تأسيس جامعة الدول العربية.
بداية تاريخ النحاس لم يكن لها جذور سياسية، فهو ابن لعائلة متوسطة بالغربية، وأُلحق بوظيفة في هيئة "التلجراف" وهو في عمر صغير، لكنه أظهر ملامح من الذكاء رشحته لأن يكمل تعليمه، وينال ليسانس الحقوق، ويبدأ سجلا وظيفيا بسلك القضاء.
رافق النحاس في مسيرته الوطنية لتخليص مصر من قبضة الاحتلال الإنجليزي، زعماء ومفكري الأمة، وعلى رأسهم سعد باشا زغلول، والذي كان من أقربهم إليه في منفاه، ولم تكن تلك المقدمات كافية بأن ينال النحاس زعامة الوفد بشكل تلقائي بعد رحيل سعد باشا، وذكر السفير الدكتور علاء الحديدي تفاصيل صعود النحاس لزعامة الوفد بمقال سابق له.
وبعد وفاة سعد زغلول فى 23 أغسطس 1927م اجتمع الوفد واختاروا مصطفى النحاس رئيسًا لحزب الوفد وأصبح منذ ذلك الوقت زعيمًا للأمة.
وزارات النحاس
وفى 17 نوفمبر من نفس العام عند افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلس الأمة، انتخب النحاس رئيسًا للمجلس خلفًا لسعد، وقام النحاس بتشكيل الوزارة سبع مرات كانت أولها فى 16 مارس 1928م، وكانت وزارة إئتلافية ولم تدم طويلاً؛ إذ انحلت بعد ثلاثة أشهر من تكوينها، أما الوزارة الثانية فكانت فى يناير عام 1930م، الثالثة فى 9 مايو عام 1936م، ثم تشكلت الوزارة للمرة الرابعة أغسطس عام 1937م، الخامسة فى 4 فبراير عام 1942م، أما الوزارة السادسة في 26 مايو 1942م، والأخيرة تشكلت فى 12 يناير 1950 وأقيلت فى 27 يناير 1952م على إثر حريق القاهرة، وهي التي ألغى خلالها معاهدة 1936م، قال حينها "من أجل مصر، وقعت معاهدة 1936، ومن أجلها ألغيها"، لتندلع الأعمال الفدائية ضد الإنجليز في منطقة القناة.
تعرض النحاس إلى 6 محاولات اغتيال، كان أولها عام 1930م بالمنصورة، أما المحاولة الأخيرة فكانت فى نوفمبر عام 1948م.
إنجازات النحاس باشا
وقدم النحاس لمصر في فترة حكمة المتقطعة الكثير، حيث نشطت في عهده حركة الكفاح ضد الاحتلال في منطقة القناة وسمحت الحكومة الوفدية لهم بحمل السلاح، ورفضت حكومته مقترحات الدول الأربع أن تكون القناة قاعدة لهم، إنشاء مجلس الدولة، وديوان المحاسبة، وديوان الموظفين، وأصدر قانون استقلال القضاء، أقر مجانية التعليم الابتدائي والثانوي، والمجانية الفعلية للتعليم الجامعى وعدم حرمان أي طالب من الامتحان بسبب المصروفات، إنشاء وزارة الاقتصاد الوطني واهتم بالتصنيع والاقتصاد الزراعى، شهدت الصحافة في عهده حرية لم تسبق أن شهدتها في حكومات أخرى، استمر في كفاحة من أجل حماية الدستور، وغيرها من إنجازات لحكومات ترأسها.