القلوب ليست صناديق تتحمل بلا حدود، بل هي أرواح تنبض، وعواطف تتقلب بين الفرح والحزن، بين الطمأنينة والاضطراب، ساعة بعد ساعة تنهكها الأحمال، فلا تزحموها بمشاكل لا تنتهي، وأزمات تتوالى، وصراعات لا تنتهي، حتى لا تصرخ فجأة صمتًا يعلن الوفاة.
القلوب بحاجة إلى فسحات من السعادة، إلى دفء الكلمة الحنونة، إلى ضوء الأمل الذي يكسر ظلام اليأس، القلوب التي نكدّس عليها الهموم والغموم لا تلبث أن تضعف، فتغلق أبوابها وتغيب أشعتها، فهل نريد أن نمحو حياة من نحبّهم؟ أم نريد أن نزرع فيهم زهورًا من السلام والسكينة؟
ساعة بعد ساعة، تعلّم أن ترعى قلبك وقلب من حولك، لا تغرقهم في عواصف المشاحنات، ولا تغتال لحظاتهم بحوادث صغيرة تخلق جروحًا عميقة، الصراعات لا تولد الحب، بل تولد الحواجز، والمشاكل لا تبني جسورًا، بل تطيح بأعمدة التفاهم.
اصنعوا لهم السعادة، فلا شيء أغلى من روح مرتاحة، ولا شيء أثمن من قلب ينبض بالفرح، اسعدوا قلوبكم بضحكة، بكلمة طيبة، بلمسة حنان، اجعلوا الحياة لهم هدوءًا، لا صخبًا مزعجًا، القلوب المتعبة تشتاق للسكون، فلا تجهدها، فهي أمانة في أعناقنا.
القلوب التي تسعد تنبض بحياة جديدة، والأخرى التي تنهك تسير نحو النهاية، فلنحذر أن نكون نحن سبب توقفها فجأة، ولنجعل من كل ساعة تمرّ فرصة لننقذ ونحيا.