سحر طلعت

احجبوا التيك توك يرحمكم الله

الجمعة، 22 أغسطس 2025 01:57 م


" احجبوه يرحمكم الله ، احجبوا ذلك التطبيق الذى لم نرى منه سوى الصورة القبيحة من المجتمع، وكل ما هو مشوه وباذئ ، احجبوه فمفاجأته مفزعة، وعالمه عجيب، احجبوه حماية للقيم والأخلاق ، اغلقوا منافذ الفتنة ، وسوء الأخلاق، جففوا منابعه داخل مصر، بمنع الالاف من استخدامه مجددا، فكلما أكملت وزارة الداخلية دورها الفعال والعظيم في القبض على مثيري الفتن من مسوخ ذلك العالم الافتراضي، كلما فوجئنا بالعجائب، مخدرات، وغسيل أموال، والشباب تحولوا لفتيات احتيالا على أصحاب النفوس الضعيفة، وماذا بعد؟ وما خفى كان أعظم .

ما تقم به وزارة الداخلية حاليا من تقنين ووضع حد لما عرف مؤخرا بظاهرة التيك توكر، والبلوجر، على منصات التواصل الاجتماعي خاصة على منصة التيك توك، هو أمر هام جدا، أمر يستحق التوقف أمامه، بل هو " عظمة " فدائما تنتصر الداخلية للذوق العام، تنتصر لإعلاء الاخلاق مهما تأخر الأمر، لكنه في النهاية يكون.

الابتذال  الزائد على تلك المنصة ، أخرج لنا عدة وجوه مشوهه، لأفراد أقل من عاديين، لا يمتازوا عن غيرهم سوى بالجرأة الزائدة ،  واللحن في القول، وتجميع الأشخاص حولهم دون أي داع ، أو أي هدف يذكر، أخيرا تم مراقبتها، وحصر تلك النماذج ، لفحصها.

لنكتشف بعد ذلك والقاء القبض علي بعضهم والبقية تأتى ، إن معظمهم نماذج لشخصيات متسلقة، استخدمت كافة اشكال الابتذال، الحركي، والصوتي، والكلمات الوضيعة، التي لا تليق ان تقال من الأصل، وبالتحقيقات كان المتوقع، العثور على مخدرات لدى الشباب المقبوض عليهم، وكميات كبيرة من الذهب لدى السيدات ، وبين ذلك كانت هناك اتهامات تشير على جرائم غسيل أموال بالملايين، مازالت الجهات المعنية تحقق.

تفاصيل التحقيقات مذهلة ، لكنها متوقعة، لمثل تلك النماذج التي افرزها المجتمع مؤخرا، التي بدأت بلا جذور ، لكن وسط كل هذا هناك أمر لفتني وهو
ماذا بعد؟ ماذا بعد القبض على معظم شخصيات التيك توك ، من ثبت عليهم اتهامات سيتم اتخاذ إجراءات ضده، اما من لم يثبت  بحقهم ادانة حتى وان كانت تهم تقتضى فترات بسيطة، سيتم الافراج عنهم أو إخلاء سبيلهم ،ثم .. ثم يرجعون لما كانوا يفعلون، بل وان ظهروا دون أي كلام سينالون " الصيت والشهرة" أقوى من قبل، وهو ما حدث من قبل مع " سوزي الأردنية، التي سبق وتم القاء القبض عليها، ومع خروجها وعودتها لنقطة قوتها ،استعادت شهرتها مجددا.

وضع حد وردع لمثل تلك النماذج بشكل حاسم وشامل ، أمر جيد، لكن هي تهمة ذات اتجاهين، فتلك النماذج وجدت من يدعمها، وجدت الالاف من المتابعين الذين ينتظرونهم، ويتابعونهم، وأيضا يدافعون عنهم ، ولا اعلم لماذا؟

شخصيا منذ بدايات المنصات الالكترونية ، وانا حسب عملي، متابعة جيدة لكل جديد، ولكل متطور، الا " التيك توك"، أخاف منه، اخشاه، لا استسيغه، كثيرين من أصدقائي  دعاني لمشاهدة فيديوهات عليه، او رؤية لايف ما، لكنى دائما وأبدا أرفض، فهو مستنقع ، ما أن تدخله حتى تزل بقدمك به، لترى نماذج  غريبة لا تمت لمجتمعنا المصري بأي صلة، فلا أي شخصية نسائية عليه ، تمثل نساء ، وفتيات مصر، فهن يروجن لمنتح هو التفاهة ، فكلما كانت من تظهر غريبة، عجيبة، متفننة في الالفاظ الدارجة، والحركات البذيئة المفاجئة، كلما حصدت ليس الاعجاب، ولكن الاستنكار، من خلال الدعم وارسال " الورود، والأسود، وكل ما هو غالى وثمين ، في زمن انقلبت به الموازين، معتبرين أنفسهن " صانعات محتوى.. أي محتوى؟

" ما بين تيك توكر، و بلوجر" بدأت تنتشر لغة جديدة، لها قواعد، وكيان ، خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات التي أصبحت تقدم الأموال لكل من يقدم محتوى يتم الاقبال عليه ، وللأسف المحتوى الغالب حاليا هو الاسفاف والابتذال".

كل منصة من منصات السوشيال ميديا لها طابع ولها ما يميزها ، فنجد نفس الشخص على سبيل المثال على مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" ينشر محتوى غامض أحيانا، وسلبي كثيرا، خاصة ان سبقه ونشر شيء مبهج، يعقبه ، منشور آيات قرانيه او نهر لحاسد ما.

لكنه يتجه بعد لحظات الى منصة الإنستجرام لينشر صور مبهجة من رحلية بحرية، او لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء أو العائلة، ودقائق وينطلق لنشر تويتة على منصة " اكس" تويتر سابقا، وهى تحمل كلمات مقتضبة محددة ذات لهجة حادة برأي جاد.

إلا التيك توك، فكل او معظم من عليها ، فتيات ، سيدات شباب، يتمايلون، يرقصون، منهم ما يم بذلك بشكل كوميديي، ذا دم خفيف، ومنهم وهى النوعية التي اقصد بها في مقالي، من يقومون بنشر الابتذال، والعري ، والحركات الايحائية السافرة، وكأنه منصة لنشر الممارسات غير الأخلاقية، كما كان في الماضي أماكن مخصصة للأعمال المنافية للأداب.

تكرار النماذج غير اللائقة عليه، واجتذاب تلك المنصة لنوعية معينة من الشباب، والفتيات ، بل وفئة اجتماعية من السيدات، وافتخارهن بأنهم جمعوا من " اللايفات" التي لا تعنى شيء سوى الابتذال مئات الالاف من الجنيهات، بل الملايين في بعض الأحيان، لهو أمر مؤسف، فما يقم به أي فرد صالح في سنوات بجهده، وتعبه، تقم به أي سيدة"

الغريب في الأمر أنى قد اتفهم هذا لبعض ضعاف النفوس راغبي الثراء السريع ، ولكنه أمر لا افهمه لكثير من الفنانين الذين اخترقوا وانطلقوا على تلك المنصة، مقدمين محتوى " راقص ، أغاني" أيا ما كان ، معتمدين على شهرتهم، وأسمائهم ووجوههم الفنية، واصبح الفنانين ينافسوا من اطلقوا على أنفسهم " بلوجر.

ما يحدث حاليا أمر يحسب للداخلية بالطبع التي تعلن عدم تركها، وتتبعها دائما لكل المخالفين، وغير الأخلاقيين، بكل المنصات" ولسان حالها يقول" خليها تنضف" ، فليس هؤلاء شباب وفتيات و سيدات مصر، وليست هذه هي معايير كسب الأموال والثراء السريع ، وان بدى عكس ذلك للأسف، ورغم ذلك فهي أموال سهلة، من منصات مشوهه ، لا بارك الله فيهم.. ولكن ماذا بعد؟

" احجبوه يرحمكم الله ، ولنركز على مايفيد، وعلى نماذج ببلادنا مضيئة " .




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب