في عالم متسارع يغزو فيه الإنترنت كل زاوية من حياتنا، باتت بعض الألسنة تنطق بكلمات تخدش الحياء، وألفاظ ترتدي ثوب الابتذال وتترصد مسامع الصغار والشباب، فتزرع في نفوسهم بذوراً من قبح المعاني.
هذه المدخلات الجديدة، التي تنتشر كالنار في الهشيم عبر الفيديوهات ومنصات التواصل الاجتماعي، أصبحت مصدرًا لتلوث لغوي وأخلاقي، يُهدد عقولًا بريئة تسعى نحو النور ولكنها تصطدم بجدران الكلمات الرديئة.
نسمع يوميًا جملًا تحمل إيحاءات لا تليق، وألفاظًا تنتقص من قيمنا وأخلاقنا، لتتسرب إلى ألسنة الصغار الذين لا يميزون بين الخطأ والصواب، ويكررون ما يسمعون، وكأنهم يرددون نغمة مبتذلة غُزت أجواء مجتمعنا، هو قبح لا يُرى بالعين، لكنه يمزق الروح ويخدش الأنساق الثقافية والاجتماعية التي تربينا عليها.
في مواجهة هذا السيل الجارف من السلبية، لا بد لنا من أن نكون حراسًا حقيقيين لأطفالنا، وأن نراقب ما يشاهدونه وما يسمعونه، ونصون عقولهم من التلوث اللغوي الذي لا يقل خطورة عن التلوث البيئي، لنجعل من وعينا حصنًا يحمي أجيالنا القادمة، لأن الكلمة الطيبة تُنبت الخير، والكلمة المبتذلة تُثمر الفساد.
إن حماية الأطفال من هذه المفردات الخارجة ليست مجرد مسؤولية فردية، بل هي واجب وطني وأخلاقي، لأن كل كلمة تمر عبر مسامعهم تُشكّل جزءًا من بناء مستقبلهم، فلنرشدهم، ولنقف أمام هذا التيار بوعي وحزم، حفاظًا على نقاء ذواتهم، وعلو مكانتهم في مجتمع يفتخر بقيمه وتقاليده.