تزداد معدلات السمنة حول العالم بشكل لافت، ما جعل الباحثين والأطباء يطرحون سؤالًا محوريًا، هل السبب الرئيسى يعود إلى قلة الحركة، أم أن الأمر مرتبط بما نتناوله يوميًا؟
ما أسباب السمنة الحقيقية؟
وفقًا لتقرير نشر في موقع Health، كشفت دراسة دولية حديثة أن النظام الغذائي قد يكون العامل الأهم في التحكم بالوزن، بينما يأتي النشاط البدني في المرتبة الثانية من حيث التأثير على فقدان الدهون.
لماذا يلعب الطعام الدور الأكبر؟
أوضحت النتائج أن الأشخاص في الدول الصناعية، رغم قلة نشاطهم البدني مقارنةً بسكان المجتمعات الريفية أو الصيادين، لا يحرقون سعرات حرارية أقل بشكل كبير، لكن الفارق الواضح كان في كمية السعرات المستهلكة، حيث تبين أن الإفراط فى الأكل، خاصة من الأطعمة عالية المعالجة، هو المحرك الأبرز لزيادة الوزن.
فحتى مع ممارسة الرياضة، قد يظل فقدان الوزن مستحيلًا إذا لم يكن هناك تحكم دقيق فيما يدخل الجسم من سعرات.
الجانب العلمي وراء النتيجة
يشير خبراء الصحة إلى أن الجسم يتمتع بقدرة طبيعية على التكيف مع النشاط البدني، بحيث يقلل من معدل حرق السعرات مع مرور الوقت رغم زيادة التمارين، في المقابل، تناول كميات أقل من الطعام يفرض على الجسم عجزًا طاقيًا حقيقيًا، ما يسهم في خفض الوزن بفاعلية أكبر.
كما أن الكتلة الجسدية الكبيرة تحتاج طاقة أكبر للبقاء، وهو ما يجعل بعض الأشخاص ذوي الوزن الزائد يحرقون طاقة مشابهة لأشخاص أنحف وأكثر نشاطًا.
هل التمارين غير مهمة؟
بالطبع لا. الرياضة تظل عنصرًا أساسيًا لصحة القلب، والعضلات، والمناعة، وحتى الحالة المزاجية. لكنها، من منظور فقدان الوزن، أداة مساعدة وليست الأساس. الجمع بين النشاط البدني المعتدل والنظام الغذائي الصحي هو النهج الأمثل، إلا أن ضبط النظام الغذائي يظل حجر الزاوية.
كيف يمكن تحسين النظام الغذائي؟
ينصح الخبراء بتقليل الأطعمة فائقة المعالجة مثل الوجبات السريعة والمقرمشات المعلبة، والتركيز على الأطعمة الكاملة كالخضراوات والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة، المكسرات، والبروتينات قليلة الدهون.
كما يشددون على أهمية الدعم المجتمعي والسياسات الحكومية في جعل الطعام الصحي في متناول الجميع، خاصة في ظل انتشار الأطعمة الرخيصة وغير الصحية التي تملأ الأسواق.