إيمانا بأهمية التعريف بالرموز التي أسهمت في تقديم صورة إيجابية لمصر في الخارج، يصبح الحديث عن شخصية مثل عنان الجلالى واجبا وطنيا، ذلك أن الرجل بدأ مسيرته من الصفر، وكافح حتى لمع نجمه في قطاع السياحة ليس على المستوى المحلى وحسب بل على المستوى الدولى والإقليمى.
والكلام اليوم عن عنان جلالى يأتي في ذكرى رحيلة بعد أن رفع اسم مصر عاليا باعتباره أحد أبنائها الذى تحول إلى خبير عالمى ومستثمر في قطاع السياحة في مختلف القارات حول العالم.
ويبدو التذكير بالرجل ضرورة لتحفيز الشباب باعتبار عنان من النماذج الناجحة التي يجب الاقتداء بها حيث بدأ مسيرته المهنية من الصفر وتدرج إلى ان أصبح مليارديرا بعدما وصل إلى قمة الضيافة العالمية.
تفاصيل مسيرة عنان الجلالى دفعت الدكتور محمد ثروت الكاتب الصحفى باليوم السابع وأستاذ فلسفة الإعلام إلى تأليف كتاب عنه عنوانه "كفاح ونجاح.. سيرة حياة رجل الأعمال والملياردير المصري الراحل عنان الجلالي".
في الكتاب تناول الدكتور محمد ثروت قصة حياة الراحل عنان الجلالي ومسيرته وكيف تقلد مناصب ونال ألقاب منها الخبير العالمي في مجال الضيافة الفندقية ورئيس مجلس المستشارين بالاتحاد الدولي لرؤساء الجامعات سفير العلاقات التاريخية بين الدنمارك والعالم العربي والعضو المنتدب لمجموعة هلنان لإدارة الفنادق العالمية.
لقد قدم عنان نموذجا في الأمل وعدم الإحباط والعمل الدائم وحقق حلمه في بناء إمبراطورية للضيافة حيث ولد في 1947 وعندما شب قرر العمل الحر وسافر للخارج وعمل في مهن متواضعة حتى أسس في بلجيكا مجموعه هلنان العالمية للفنادق.
تقول سيرة عنان الجلالى أنه ولد في القاهرة ونشأ في منطقة هليوبوليس، وتسبب انشغال والده في عمله ودراساته العليا في كره عنان للدراسة والكتب فرسب في الثانوية العامة عدة مرات.
عنان شعر بسبب فشله الدراسي بأنه غريب بين أهله وأصدقائه في مصر، فكان الحل من وجهة نظره هو السفر للخارج ليكون غريباً بحق في بلاد أجنبية.
حصل عنان الجلالى على تأشيرة دخول للنمسا وسافر إليها بـ 10 جنيهات استرليني أو عشر دولارات في هذا الوقت تقريبا وأقام بأحد الملاجئ هناك لضعف إمكاناته المادية، وبعد ذلك بدأ في بيع الجرائد.
وبسبب اتصالات والده بالسفير المصري في النمسا لكي يراعيه، قرر عنان السفر مرة أخرى بعيداً عن النمسا لكي يتمم استقلاله بنفسه، فاشترى بالمال الذي ادخره من بيع الجرائد تذكرة سفر إلى الدنمارك، ووصل إليها بدون أي مقومات للحياة.
في الدنمارك كان عنان ينام أحيانا في بيوت الشباب وأحيانا أخرى في صناديق التليفونات، وحينما لم يجد في كوبنهاجن أي فرصة عمل ذهب إلى مدينة أودينسا وفيها أصبح هدفه الحصول على عمل بأي وسيلة وبأي ثمن وفى هذه الأيام كان قوت يومه من صناديق القمامة.
وفى ظل إصراره على العمل حصل عنان الجلالى على وظيفة يعمال بمقتضاها طول النهار مقابل وجبة طعام فقط لا غير وكان شعاره أنه سافر للخارج لكي يبني مستقبلا جديداً لا لكي يكون جزءً من مشكلة، فكان يعمل صباحا مقابل وجبة طعام، ثم يعود عصراً ليرتدي بدلة ويعمل بدون مقابل كمتدرب في الوظيفة التي يريد أن يرتقي إليها.
بعد اشهر حصل عنان على الوظيفة من التدريب المجاني لإتقانه إياها وتحول هدفه من مجرد الحصول على وجبة طعام وسرير ينام فيه، إلى الحصول على الاحترام والخبرة.
عنان وصل إلى منصب مدير أحد أكبر فنادق الدرجة الأولى بالدنمارك وهو في منتصف العشرينيات من عمره ثم إلى رئيس أكبر سلسة فنادق دنماركية وهو في الثلاثين من عمره وواصل جهده حتى أسس شركته الخاصة "فنادق هلنان العالمية "والتي استوحى اسمها (هل) من (هليوبوليس) مكان مولده لاعتزازه بها و(نان) من اسمه (عنان).