فازت رواية "امرأة غريبة" للكاتبة التركية "ليلى أربيل"، والصادرة عن دار العربي للنشر والتوزيع، بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2025 في فئة "أفضل ترجمة من التركية إلى العربية"، وذلك بعد اعتماد الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة نتائج الجوائز أمس، ونالت المترجمة "سوسنة سيد" هذا التكريم عن ترجمتها للرواية التي نقلت الصراعات الاجتماعية والسياسية المنعكسة في الرواية.
تعد رواية "امرأة غريبة" الصادرة عام 1971 من أشهر أعمال "ليلى أربيل"، الكاتبة التركية التي كانت أول امرأة من بلادها تُرشح لنيل جائزة "نوبل" في الأدب. تدور أحداث الرواية حول "نرمين"، شابة جامعية في الخمسينيات الماضية، تحب الشعر وتتردد على بار "لامبو"، ملتقى النخبة الليبرالية. تعيش بطلة الرواية صراعًا وجوديًا بين قيود المجتمع الذكوري وضغوط أمها المحافظة، قبل أن تنخرط في عالم الشيوعية.
جدير بالذكر أن "ليلى أربيل" واحدة من أبرز الكاتبات المعاصرات في تركيا، وقد ألفت أربع روايات وثلاث مجموعات قصصية ومجموعة مقالات والسيرة الذاتية لواحدة من أفضل وأشهر المؤلفات التركيات، وهي "تيزير أوزلو"، التي توفيت في أوائل الأربعينيات من عمرها. تلقت "أربيل" تعليمها في إسطنبول، وعملت أيضًا مترجمة. وفي الستينيات، شاركت في أنشطة العمل التركي، وهو الحزب الاشتراكي الأكثر نفوذًا في ذلك الوقت.
تعتمد قصصها عادةً على الصراعات العاطفية والاجتماعية بين الأفراد والمجتمع. سواء كانت قصة عائلية أو عن تطورات المجتمع السياسية والاجتماعية، فإنها عادة ما تعرض حالات ومواقف متناقضة وتحفز القارئ على التعمق في فكره حول الموضوع المطروح.
أحدثت الرواية ضجة كبيرة عند صدورها بسبب جرأتها في مناقشة وضع المرأة والصراع بين التقاليد والتحرر، مما يجعل ترجمتها إلى العربية إضافة مهمة للمكتبة العربية.
أشادت لجنة التحكيم بدقة الترجمة وحساسيتها في نقل تعقيدات النص الأصلي، مع الحفاظ على روح الرواية وأسلوبها الأدبي. وقالت مصادر من دار العربي للنشر: "إن هذه الجائزة تؤكد التزامنا بإثراء المكتبة العربية بأعمال عالمية جريئة، وتكريس الترجمة الأدبية جسرًا بين الثقافات".
يذكر أن جائزة الدولة التشجيعية تمنح سنويًا لدعم المبدعين في مجالات الأدب والفنون، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها ترجمة من التركية بهذه الفئة منذ سنوات.

رواية امرأة غربية