جوان هاريس، التى تمر اليوم ذكرى ميلادها إذ ولدت فى 3 يوليو من عام 1964م، حققت نجاحًا كبيرًا فى عالم الأدب، حيث تحقق أعمالها الأكثر مبيعًا، وهى من أهم الكاتبات البارزات فى إنجلترا.
ولدت لأب إنجليزي وأم فرنسية، وكان والداها يعملان مدرسين للغات الحديثة والأدب في مدرسة محلية، نشأت وهي تتحدث الفرنسية كلغة أولى، ما تسبب في بعض الانقسامات داخل أسرتها، إذ لم تكن عائلتها الإنجليزية تتحدث الفرنسية، بينما لم تكن عائلتها الفرنسية تجيد الإنجليزية، وقد حمل كلا الجانبين تاريخًا عائليًا مضطربًا، مما شكل بيئة معقدة أثرت لاحقًا في أعمالها الأدبية.
بدأت هاريس الكتابة فى سن مبكرة، متأثرة بحكايات الفولكلور المحلي والأساطير الإسكندنافية، درست اللغات الحديثة والأدب في العصور الوسطى بجامعة كامبريدج، ثم عملت أستاذةً للغات الحديثة في جامعة شيفيلد لمدة خمسة عشر عامًا.
نشرت روايتها الأولى "بذرة الشيطان" عام 1989، لكنها لم تحقق نجاحًا يذكر، ومع ذلك، أثبتت نفسها لاحقًا من خلال روايتها الثانية "نامي يا أختي الشاحبة"، ثم روايتها الثالثة التي صدرت عام 1999، وهي حكاية شعبية معاصرة داكنة تتمحور حول الطعام، وقد حققت بها شهرة واسعة، صدرت الرواية قوائم الكتب الأكثر مبيعًا، وحصلت على جائزة الحرية الإبداعية، كما تم بيع حقوق تحويلها إلى فيلم سينمائي.
في عام 2012 انضمت هاريس إلى "نادي المليونيرات"، وهي مجموعة النخبة من المؤلفين الذين تجاوزت مبيعات أحد كتبهم حاجز المليون نسخة في المملكة المتحدة، ومنذ ذلك الحين، أصبحت جميع مؤلفاتها من بين الكتب الأكثر مبيعًا في البلاد.
تتناول أعمال هاريس مجموعة متنوعة من الموضوعات، منها: الهوية والانتماء، العلاقات الأسرية، خاصة بين الأم والطفل، الطعام كوسيلة للتواصل والشفاء، والسحر الكامن في الحياة اليومية، والآخر والغريب داخل المجتمع، والإيمان والخرافات وتأثيرهما على الحياة الفردية والجماعية.
ويتميز أسلوبها الأدبي بقدرته على المزج بين الواقعية والخيال، وبين التفاصيل الحسية والرمزية، ما يجعل تصنيف أعمالها الأدبية أمرًا معقدًا أحيانًا.
كما عرفت هاريس بمواقفها الجريئة تجاه التحيز الجنساني في الأدب، وعبرت عن رفضها للمعايير المزدوجة التي تقيم بها أعمال الكاتبات مقارنة بالكتاب الرجال.