تعد تماثيل القادة العسكريين والسياسيين على ظهور الخيل ركنًا أساسيًا في تاريخ الفن، يمتد تاريخه إلى اليونان القديمة على الأقل، حيث انخرطت ثقافات من روما إلى بلاد فارس والصين في هذا الفن.
وتنتشر فى جميع أنحاء أوروبا نماذج رائعة من تماثيل الفروسية، بما فى ذلك تمثال الإمبراطور ماركوس أوريليوس فى روما، وتمثال دوناتيلو لجاتيميلاتا في بادوفا، ولوحة جيامبولونيا لكوزيمو الأول دي ميديشي في فلورنسا، وفقا لما نشره موقع"news.artnet".
والآن، ظهرت عينة فرنسية تعود إلى عصر النهضة من حفريات أثرية في مدينة تول القديمة، في مورت وموزيل، في شمال شرق فرنسا.

بقايا تمثال فارس
اكتشف علماء الآثار في المعهد الوطنى للبحوث الأثرية الوقائية (INRAP)، تمثالًا عبارة عن جذع حصان حجرى مكسورًا إلى 27 قطعة، مدفونًا تحت طريق بين بقايا بوابة من العصور الوسطى هُدمت بعد عام 1700 بقليل، أثناء تحصين المدينة. يبلغ طول أكبر قطعة حوالي ثلاثة أقدام ونصف، بينما كان ارتفاع التمثال السليم يزيد عن 1.5 متر، ويرجح أنه كان موجودًا فى محراب يطل على بوابة المدينة، ومن المُرجّح أنه نُصب في القرن الخامس عشر أو السادس عشر.
بقايا التمثال عبارة جسم الحصان، بالإضافة إلى رأسه، وفخذ الفارس وأعلى فخذيه سليمان، بالإضافة إلى جسم الحصان، ولأن رأس الفارس وأطرافه مفقودة، فليس من الواضح تمامًا من هو الفارس، ولكنه مُصوَّر على النمط الروماني التقليدي لشخصية نبيلة ترتدي سترة قديمة ومعطفًا أو عباءة.
قال خبراء المعهد الوطنى للبحوث (INRAP) إن هذا التمثال يشبه نماذج من القرن الخامس عشر من نابولي أو فلورنسا أو ميلانو، ويتوقعون أن يكون الفنانون الإيطاليون قد سافروا إلى فرنسا ولورين للحصول على تكليفات مماثلة، وجلبوا معهم معرفة بنماذج مثل التمثال البرونزي لماركوس أوريليوس، المقام على تلة الكابيتولين في روما.

إعادة بناء جسم الحصان
وأوضح المعهد الوطني للبحوث والدراسات، أن التمثال يبدو أنه مستوحى من نماذج كهذه، وليس من صور العصور الوسطى التى تصور الحكام كفرسان يستعدون للمعركة.
لا توجد أرشيفات أو روايات تاريخية تُشير إلى التمثال، لذا لا يُعرف تحديدًا من أمر ببنائه، لكن المعهد الوطني للآثار (INRAP) يطرح فرضيتين، ربما كان هنرى الثاني، ملك فرنسا، هو من عزز تحصينات المدينة أو، على الأرجح، كاردينال لورين، جون الثالث من لورين، أسقف تول، خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، ربما أراد كلاهما تصوير نفسهما كقاضيين رومانيين.
وتخطط INRAP لتوثيق القطع باستخدام التصوير الفوتوغرامتري لتسهيل دراستها بشكل أكبر، على أمل أن ينتهي بها الأمر في متحف.