في ظل موجات حر غير مسبوقة تضرب أوروبا وأجزاء من الولايات المتحدة، حذر خبراء المناخ من تصاعد خطير في ظاهرة "القبة الحرارية"، التي أسفرت عن ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، واندلاع حرائق غابات، وخسائر بشرية ومادية فادحة.
وأكدت صحيفة فاينانشال تايمز، أن دولًا مثل فرنسا وإسبانيا واليونان وتركيا سجلت درجات حرارة هي الأعلى منذ بداية القرن العشرين، بينما لقي آلاف الأشخاص حتفهم في موجات حر سابقة، مما دفع الأمم المتحدة لوصف الظاهرة بـ"القاتل الصامت".
وتزامنًا مع هذه التحذيرات، بدأت دول مثل إيطاليا إنشاء ما أسمته بـ"الملاجئ المناخية" لحماية الفئات الأكثر ضعفًا من تأثيرات الحر، فيما أظهرت دراسات أوروبية أن الاقتصاد قد يفقد نحو 5% من نموه خلال العام الجاري بسبب موجات الحر المتكررة.
من جانبه، أوضح الدكتور تحسين شعلة، الخبير البيئي، في مداخلة على قناة إكسترا نيوز، أن هذه الظاهرة ناتجة عن الزيادة الكبيرة في انبعاثات الكربون والغازات الدفيئة مثل الميثان، مشيرًا إلى أن درجات الحرارة العالمية تخطت بالفعل حاجز 1.5 درجة مئوية فوق معدلات ما قبل الثورة الصناعية، محذرًا من وصولها إلى مستويات خطيرة بحلول عام 2030.
وأضاف أن أوروبا غير مهيأة لمواجهة هذه التغيرات، خاصة أن منازلها مصممة لمقاومة البرودة لا الحرارة، ودعا إلى تحرك دولي عاجل، خاصة في ظل التباطؤ في تنفيذ توصيات مؤتمرات المناخ من باريس 2015 وحتى قمة باكو المقبلة.
وأكد "شعلة" أهمية التحول إلى الطاقة المتجددة ومشروعات التشجير، مشيدًا بمبادرة "100 مليون شجرة" التي أطلقتها مصر، ومشروعات النقل الأخضر مثل الأتوبيس الترددي، التي تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية.
وفي الوقت الذي استمرت فيه الحرائق باجتياح مناطق في جزيرة كريت اليونانية، وأدى زلزال قوي جنوب اليابان إلى استنفار السكان، شدد الخبراء على أن التغيرات المناخية أصبحت واقعًا لا يمكن تجاهله، وأن تأخر المواجهة قد يكلف البشرية مستقبلها.