عادل السنهورى

مصر وغزة والقضية الفلسطينية.. موتوا بغيظكم

الثلاثاء، 29 يوليو 2025 05:00 ص


قبل كل شيء افتح قوس.. إذا كانت جماعة الإخوان ومعها الأبواق المأجورة وباقي الخونة يهاجمون مصر الآن في حملة إعلامية مسعورة، لأغراض خبيثة وأهداف دنيئة.. فقد فعلوها من قبل منذ عام 1956 ومصر تواجه عدوانا ثلاثيا غادرا من فرنسا وإنجلترا وإسرائيل، قاموا بالتفاوض مع الاستعمار القديم ومع الأمريكان ليقدموا أنفسهم بديلا لقيادة مصر بدلا من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وبديلا للثورة المصرية.

وكان معهم أيضا اذناب الاستعمار الذين خصصوا 16 إذاعة من الخارج لمهاجمة مصر والضغط عليها.
وفي عام 1967 شمتوا في الهزيمة و"سجدوا لله" شكرا، وعندما قبل ناصر مبادرة روجرز لتجهيز الجيش وبناء حائط الصواريخ، اتهموه بالتخاذل والاستسلام، وانقلبوا على السادات وارتكبوا المجازر في كل مكان.


وفي العام الأسود خططوا لتفتيت الدولة المصرية والتآمر على القضية الفلسطينية التي يتباكون عليها الآن ويتاجرون بها بمشاعر ومنح أراض من سيناء للفلسطينيين مقابل حفنة من الدولارات. ثم وبدعم خارجي من أنظمة ودول أجنبية ارتكبوا أبشع الجرائم ضد الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو ..حرقوا الكنائس والمساجد وقتلوا الأبرياء.. والأهداف كانت مكشوفة والنوايا الخبيثة معروفة.
هل نغلق القوس؟..


في الأيام الأخيرة حاولوا العودة إلى طريق العنف الأثير لديهم، ومع الفشل والضربة الأمنية الساحقة لتنظيم (حسم) وكشف مخططاته وأعضاىه، لجأوا ومعهم كل صاحب غرض ومرض إلى النباح ومهاجمة مصر والتشويش على دورها القومي الأصيل تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بحجة إغلاق مصر لمعبر رفح وحصار القطاع والمشاركة في تجويع الشعب الفلسطيني..! وكأن مصر هي التي تحاصر القطاع وتمارس حملات الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في غزة وتجويعه ومحاولة تهجيره منذ 7 أكتوبر 2023، وكأن مصر هي المسئولة عن تفجير الأحداث.


الحملة المسعورة والهجوم الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مكشوف، ونواياه معروفة، ومن يقف وراءه تعرفه جيدا القيادة المصرية ويعرفه الشعب المصري.


ومع ذلك الخيانة الإخوانية متواصلة ومتجاوزة كافة الخطوط الحمراء للتغطية على جرائم الكيان الصهيوني بالتعاون مع "الشيطان" لزعزعة الاستقرار في مصر وتأليب الرأي العام ضد قيادته السياسية الوطنية.


نغلق القوس مؤقتا لنقول إن المتجارة بالقضية الفلسطينية والمزايدة على الدور المصري التاريخي تجاه القضية الفلسطينية لن ينجح، وستسقط المؤامرة قريبا جدا كما فشلت المحاولات السابقة. فالقاصي والداني والعدو والصديق  يرى بأم عينيه ما تبذله مصر سياسيا ودبلوماسيا لوقف الحرب منذ اندلاعها وما تقوم به رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة من حشد المساعدات الانسانية وادخالها الى قطاع غزة ولم تتوقف المساعدات المصرية التي شكلت أكثر من 80% من اجمالي المساعدات الانسانية المقدمة للشعب الفلسطيني.


من هنا جاءت الكلمة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للشعب المصري والعربي ولقادة العالم واضحة وقوية في مضمونها ورسالتها، وعكست وأكدت على موقف مصر التاريخي والثابت والشريف والنزيهه منذ أن خاضت حروب 48 و56 و67 و73  بأن مصر لا تتاجر بالقضية، ولا تزايد على أحد، فلا تفريط ولا تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، لأن ذلك من ثوابت مصر العربية


بكل وضوح أكد الرئيس على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينين والدعوة إلى وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة. الرئيس حرص على مخاطبة المصريين بشكل مباشر: "عاوز أقول لكل المصريين لازم تكونوا متأكدين منه.. اوعوا تتصورا إن ممكن نقوم بدور سلبي تجاه الأشقاء في فلسطين.. ورغم صعوبة الموقف مش ممكن نعمل ده.. لينا دور محترم وشريف ومخلص وأمين ومش بيتغير ولن يتغير.. قولت أفكركم إحنا مش بنتغير.. حريصين جدا على إيجاد الحلول وإنهاء هذه القضية".


ووجه النداء إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأشقاء فى المنطقة لبذل أقصى جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات، ووجه نداء خاصا للرئيس ترامب القادر على إنهاء الحرب وإدخال المساعدات، فالوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب.
كلمة الرئيس السيسي جاءت حتى يطمأن الشعب المصري على موقف قيادته الذي لا يتأثر بأية حملات تشويه ممنهجة لها أغراضها وأهدافها ولصالح أعداء الأمة.


من عجائب وغرائب الأمور أن يهاجم الإخوان ومن على شاكلتهم مصر  والشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة تتدفق عبر معبر كرم أبو سالم فحتى أول أمس أرسلت مصر ما يقرب من 135 شاحنة محملة بحوالي 15 ألف طن من الأغذية والدواء وغيرها  والعشرات من الأطباء والممرضين المصريين مازالوا داخل قطاع غزة للمشاركة مع أشقائهم الفلسطينين في علاج ضحايا الحرب الصهيونية وأن مستشفيات العريش والقاهرة مازالت تستقبل الجرحى من الأشقاء.
أزعم أنه من العبث أن نعيد ونكرر ما قامت وتقوم به مصر وما قدمته من تضحيات من أجل القضية الفلسطينية ولن يجدي مع هذه التنظيمات الإرهابية واللجان الإلكترونية الممولة والمدفوعة عبر الحسابات المشبوهه والحاقدة،  فلن يتراجع الإخوان وأتباعهم من محاولات بث الفتنة وزعزعة استقرار مصر وتوريطها من جديد فيي مستنقع الـفـوضى.


فمن يصدق أن عرب 48 داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والحاملين للجنسية الإسرائيلية يدعون للتظاهر أمام السفارة الفلسطينية في تل أبيب بعد أن قاموا بعدد من الاحتجاجات البائسة أمام السفارات المصرية بالخارج.. مما يجعلنا نفكر في من يشجع "مواطنين إسرائيليين" على التظاهر أمام سفارة مصر في تل ابيب، ومن يحرض على التظاهر بالخارج..؟


فلماذا لم يحتج الإخوان أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية بالخارج أو داخل تل أبيب، ولم يوجههوا حملاتهم الإلكترونية المسعورة ناحية الأطراف الحقيقية المتورطة في حرب الإبادة والحصار والقتل والتشريد والتجويع طوال عامين تقريبا لأكثر من 2 مليون فلسطيني..؟!


هل يقدرون على فعل ذلك..؟! يقينا لن يقدروا ولن يفعلوا رغم ما سمعوه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء البريطاني عند سؤاله عن غزة قائلا نصا: "سنواصل المساعدات إلى ما كان يسمى قطاع غزة".. ما كان يسمى قطاع غزة..!!!


العالم بمؤسساته الدولية وبزيارات قادته إلى معبر رفح قدموا شهادة منصفة بأن مصر لم تغلق معبر رفح ساعة واحدة وأن اسرائيل هي المسئولة عن اغلاق المعبر من الجانب الفلسطيني، وأن مصر الدولة الأكثر حضورا وجهدا لمساعدة الأشقاء في غزة رغم إجرام العدو وفتح نيرانه على النساء والأطفال والرجال الذين اندفعوا للحصول على المساعدات وآخرها يوم الأحد 21 يوليو، حيث نجحت مصر في إدخال 1000 طن مساعدات عبر معبر زيكيم، ففتح العدو نيرانه على المندفعين على القافلة، وقتلوا منهم 92 مواطنا وطفلا في دقائق.


رغم الحملات المسعورة والهتافات المسيئة لمصر وقيادتها، استمرت مصر في إدخال المساعدات طوال الأيام الماضية وحتى أول أمس بلغ مجموع ما أدخلته مصر عبر معبري كرم أبو سالم وزكيم من الماعدات الغذائية والطبية أكثر من 30 ألف طنا. وكلها مساعدات مصرية خالصة.
مصر الواثقة والهادئة لن تتورط أو تنجرف خلف شعارات جوفاء وحملات مسعورة لتشويه دور مصر ولن تتدخل في معارك جانبية. فالجميع يعلم ما تقوم به مصر في دعم الاشقاء الفلسطينيين و دعم وإغاثة كل الأشقاء العرب التي تعاني دولهم من اضطرابات أمنية وسياسية واستضافتهم  داخل أراضيها (حوالي 12 مليون أخ عربي من سوريا والسودان واليمن وليبيا والعراق والصومال) رغم التحديات الاقتصادية الصعبة. فمصر هي الأكرم والأوفى والأنبل..


ستبقى مصر السند والعون والداعم الاساسي والقوي للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية وتضحيات مصر ومواقفها الثابتة تجاه فلسطين راسخة فى ذاكرة التاريخ، رغم أنف الحاقدين والخونة والعملاء والفشلة.. فليموتوا بحقدهم وغيظهم.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب