المسرح الغنائى إلى الواجهة.. محاولات رسمية لإحياء أحد أهم ألوان الفن

رغم سنوات من الغياب والتراجع بدأ المسرح الغنائى فى مصر يشهد محاولات جادة لإحيائه من جديد، سواء عبر مبادرات وزارة الثقافة، أو جهود مؤسسات مستقلة مثل مكتبة الإسكندرية، إلى جانب تجارب شبابية أعادت هذا اللون الفنى إلى ذاكرة الجمهور.

يمثل المسرح الغنائى جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الفنى، بدءًا من عروض الريحانى وسيد درويش، وصولًا إلى تجارب فرقة رضا ومسرحيات علي الحجار ومحمد منير فى تسعينيات القرن الماضى، واليوم، تتجدد الآمال فى إحياء هذا التراث عبر دعم الدولة، ومبادرات المؤسسات الثقافية، والطاقة الإبداعية للشباب.

تكليف وزارى بإحياء المسرح الغنائى الشعبى

في خطوة لافتة تعكس اهتمام الدولة بإحياء الفنون الجادة، أعلن المايسترو سليم سحاب عن تكليفه من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بإعادة المسرح الغنائى العربى إلى سابق عهده، ضمن مشروع أكبر يشمل إحياء فرقة رضا للفنون الشعبية ومسرح البالون وتنشيط قصور الثقافة فى المحافظات.

وأكد سحاب استعداده لتنفيذ هذه المهمة، بالتعاون مع قطاعات وزارة الثقافة، من خلال تأسيس فرق فنية جديدة تجوب المحافظات لاكتشاف المواهب وتقديم عروض غنائية ومسرحية تُعيد الروح لهذا النوع من الفن، الذى طالما كان علامة مضيئة فى تاريخ المسرح المصرى.

مكتبة الإسكندرية تعلن إحياء أوبريت "الباروكة"

في سياق متصل، كشفت مكتبة الإسكندرية عن مشروع فني لإحياء أوبريت "الباروكة"، وهو أحد الأعمال الغنائية التي صاغها موسيقار الشعب سيد درويش.

ويمثل المشروع محاولة جادة لإعادة تقديم المسرح الغنائي بروح عصرية، تليق بجمهور اليوم، وتستند إلى نصوص رصينة وموسيقى أصيلة، ويُعد هذا الإعلان من مكتبة الإسكندرية خطوة مهمة في الاتجاه نفسه الذي تسعى إليه مؤسسات ثقافية مختلفة في مصر.

"مش روميو وجولييت".. تجربة موسيقية لافتة

شهد المسرح القومي في وقت سابق عرضًا غنائيًا تحت عنوان "مش روميو وجولييت"، وهو تجربة مسرحية لافتة مزجت بين التمثيل الحي والغناء والعزف المباشر، من إخراج المخرج الكبير عصام السيد وبطولة النجم علي الحجار، مستلهمة روح المسرح الغنائي، ومقدمة حكاية رومانسية بطابع مصري.

لاقى العرض استحسان الجمهور والنقاد، واعتُبره البعض بداية لعودة المسرح الغنائي من بوابة المسرح القومي، بعد أن غاب طويلًا عن خشبات المسارح الرسمية.