الشيخ إمام، موسيقار مهم، كان له أسلوبه الخاص، واستطاع أن يفرض نفسه بفنه، كما أن الثنائية التي جمعته بالشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، قد ساعدته أيضا في الاعتماد على الكلمة المؤثرة المهمة، وقد احتفت به مجلة الكواكب في عددها رقم 900 الصادر في 29 أكتوبر من سنة 1968، وممن شاركوا برأيهم في الملف الفنان محرم فؤاد.
قال محرم فؤاد تحت عنوان: الشيخ "ألحان" الإمام الجديد للمسرح الغنائي.
عشت طول عمری - حتى الآن - أحلم بالمسرح الغنائي الذي تستطيع عن طريقه الوصول للشعب بكل نغمة صادقة حساسة هادفة.. ولكنني لم أجد في الماضي سوى الشيخ سيد درويش الفنان الراحل الذي قدم من خلال فنه الكبير للجماهير العربية، أعظم انطباعاته التي خلدها في ألحانه المصرية الصادقة.. فبعد أمجاد سید درویش، قال الكثيرون إن المسرح الغنائي قد انتهى ولم يوجد بعد من يستطيع إحياءه من جديد؟!
ذهبت إليه (الشيخ إمام) وكنت أردد بين نفسي العبارة القائلة العلم بالشيء .. ولا الجهل به! ولكنني عندما شاهدته وجدته قطعة كبيرة من التاريخ .. تجاوز الخمسين وعوضه الله من نعمة البصر بالإحساس ورقة مداعبة صديقه العود.. طيب الحديث.. راهب في معبده.. استطعت أن أشم رائحة التاريخ القديم والحديث في مجلسه.. سألته عن السنين والأيام في حياته.. وكيف أبعدته عن المسرح الغناني وبعيدا من الأضواء، فأجابنى كما يجيب فنان متواضع تنقصه الفرص.
وفي حديثي معه، كان يضفى على كل شيء معنى جديدا ونغمة جديدة، تجعله يتألق بالأمل وبإشراقة حلوة من معنى الحياة.
وسألته عن ألحانه.. فأجاب بكل بساطة وكأنه لم يكن ملحنا.. وأنه أسمعنى جميع ألحانه .. ووجدت نفسی أمام مرحلة جديدة وجدية في اللحن وفى الكلمات التي كتب معظمها الشاعر أحمد فؤاد نجم.. وفوجئت بالمسرح الغنائي أمام حديث.. وفرحت.. فرحت بأنني عثرت على هذه الإمكانية الخطيرة.. وحزنت لأنني لا أملك القدرة على خدمة هذه الموهبة الخطيرة.. فلو كنت أملك القدرة على إقامة مسرح غنائي لكنت بدأت فورا بالتنفيذ والغناء بألحان الشيخ الفنان الشيخ إمام.