لم تتخيل ميرنا خالد أن قطعة خشب صغيرة على شكل عروسة ستكون السبب في انطلاقة مشروعها الفني، وتصبح رمزًا لفرحتها ولشغفها أيضًا. "شربات"، العروسة الماريونيت التي صنعتها بيديها، لم تكن مجرد دمية، بل كانت بوابة عبورها إلى عالم من البهجة والإبداع، بدأت من فقرة مفاجئة في حفل خطوبتها، وانطلقت بعدها إلى جمهور واسع على السوشيال ميديا.
تتحدث ميرنا لـ"اليوم السابع" عن اللحظة التي قررت فيها أن تكون "شربات" نجمة الحفل: "كنت حابة أعمل حاجة مجنونة، خارجة عن الترندات التقليدية، وفجأة ماما اقترحت أعمل فقرة بالعروسة اللي صممتها.. ومن هنا بدأت الفكرة." رتبت كل التفاصيل مع منظم الأغاني، واتفقت مع خطيبها على تمهيد الأجواء، ثم فاجأت الحضور بظهور "شربات" الراقصة الماريونيت في القاعة وسط ذهول الجميع، وكان رد الفعل ساحرًا. "الناس انبهروا، من الكبير للصغير، والفقرة نجحت أكتر مما كنت أتخيل، كانت من أجمل اللحظات في حياتي."
ميرنا: من زمان بلاقي نفسي في الفن
رحلة "شربات" لم تبدأ فقط من الفرح، بل كانت نتيجة لسنوات من الشغف والعمل. فميرنا، صاحبة الثلاثين عامًا، عشقت الفن منذ أن كانت طالبة في الثانوية العامة. تقول لـ"اليوم السابع": "من وأنا صغيرة وأنا شايفة نفسي في مجال الرسم والفن، وكنت متأكدة إن ده الطريق اللي هيمثلني". بدعم من والدتها، التحقت بكلية الفنون الجميلة عام 2014، وتخرجت في قسم السينوغرافيا والديكور عام 2018.
على مدار سنوات الدراسة، تنقلت بين التخصصات الفنية المختلفة، لكنها وجدت ضالتها في قسم السينوغرافيا، الذي يجمع بين تصميم المسرح والتلفزيون، وعناصر مثل الإضاءة، والملابس، والموسيقى. ومع الوقت، أدركت أن شغفها الحقيقي لا يكمن في الديكور فقط، بل في الفن الحركي، وتحديدًا فن العرائس.
"كنت بخلص محاضراتي وأنزل ورش النحت، وتعلمت من زملائي هناك.. شدني جدًا شغلهم، وبقيت أتابعه بشغف"، تقول ميرنا. من هنا، بدأت تجربتها مع الماريونيت، واكتشفت الفرق بين تصميم العرائس كديكور، وصناعتها ككائن ينبض بالحياة. وكانت "شربات" أولى خطواتها العملية.
بعد التخرج، التحقت ميرنا بالعمل في جامعة للتنمية المستدامة ضمن قسم الفنون، وهناك طورت فكرة تقديم الفن كوسيلة لتنمية المهارات للطلاب من تخصصات غير فنية مثل الطب والصيدلة والتجارة. تقول عن تلك التجربة: "كان تحدي جميل.. وقلت لنفسي ليه ما نعملش ورشة ماريونيت مصغرة؟ وفعلاً بدأنا أول ورشة وكانت مليانة ضحك وبهجة".
ومن الورش انطلقت نحو مشروعها الخاص، حيث صارت تصمم وتبيع عرائس الماريونيت وتقدم ورشًا تعليمية للأطفال والكبار. "شربات كانت البداية، أول عروسة أعملها بحجم كبير، وبدأت أشاركها على السوشيال ميديا، ومن هنا بدأت الرحلة"، تضيف ميرنا.
رغم تخرجها كمهندسة سينوغرافيا، إلا أن الطريق قادها إلى الفن اليدوي والمجسمات المصغرة والعرائس المصممة حسب الطلب. تقول: "بقيت أشتغل على الهدايا الهاند ميد والمجسمات اللي بتجسد شخصيات حقيقية.. مش مجرد عرايس، لكن أعمال فنية ناطقة".
أعمال ميرنا
العروسة شربات
فقرة الماريونيت
ميرنا مع شربات
فن العرائس
تصميم العرائس