فيسبوك
واتساب
أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عامر الشوبكي، أن روسيا استطاعت التكيف مع العقوبات الأوروبية بشكل فريد، محققة نموًا اقتصاديًا فاق في بعض الأحيان نظيره في الدول التي فرضت العقوبات، وحذر من أن الاتحاد الأوروبي يمر حاليًا بأضعف أحواله منذ الحرب العالمية الثانية بسبب هذه العقوبات وارتفاع تكاليف الطاقة.
وأوضح الشوبكي في تصريحاته لقناة اكسترا نيوز، أن تأثير العقوبات كان محدودًا ومقتصرًا على السنة الأولى فقط، حيث تسببت في انكماش الاقتصاد الروسي لكن بعد ذلك، تمكنت روسيا من تحقيق نمو لافت، مستفيدة من علاقاتها الاقتصادية الجديدة، خاصة مع الصين.
واعتبر الشوبكي أن العلاقات الروسية الصينية كانت "مفصلية" في تحديد اتجاه تأثير العقوبات، حيث أصبحت الصين المستورد الرئيسي للطاقة الروسية من نفط وغاز، وأشار إلى أن أوروبا نفسها لا تزال تستورد الغاز الطبيعي المسال من روسيا، والذي يشكل حوالي 14% من إجمالي وارداتها، مما يظهر استمرار الاعتماد الجزئي على موسكو.
ويرى الشوبكي أن الجولة الجديدة من العقوبات قد تدخل الاقتصاد الروسي في "مرحلة أكثر عمقًا وتأثيرًا"، ورجح أن هذا الضغط المتزايد قد يدفع روسيا إلى "التفكير مليًا" في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لتجنب المزيد من التأثير على اقتصادها ومجتمعها الذي بدأ يلحظ "الإنهاك الواضح".
وفي المقابل، وصف الشوبكي وضع الاتحاد الأوروبي بأنه "سيئ للغاية"، مشيرًا إلى أن العقوبات أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة، مما أضعف القدرة التنافسية للبضائع الأوروبية عالميًا، وأضاف: "الموقف الأوروبي يزداد ضعفًا، حيث يقع تحت تأثير الاقتصاد الصيني من ناحية، والتأثير الأمني الأمريكي من ناحية أخرى".
وحذر الخبير الاقتصادي من أن العقوبات لا تهدد الاقتصاد الأوروبي فحسب، بل تهدد أيضًا "الإجماع الأوروبي"، مستشهدًا باعتراض دول مثل المجر على حزم العقوبات. كما لفت إلى أن المفاوضات المنفردة المحتملة بين الولايات المتحدة وروسيا قد تؤدي إلى رفع العقوبات من الجانب الأمريكي فقط، مما سيترك أوروبا "وحيدة في موقفها العدائي" ويدفع مجتمعاتها للتساؤل عن جدوى هذه السياسات.
