بوابة كأس العالم للأندية

محمود مقبول

ثورة 30 يونيو.. تصحيح المسار وإطلاق الجمهورية الجديدة

الأربعاء، 02 يوليو 2025 12:00 ص


في التاريخ الوطني الحديث، تبقى ثورة 30 يونيو 2013 واحدة من أعظم لحظات الوعي الشعبي المصري، حين اجتمع الملايين في كل ميادين الوطن، ليعلنوا رفضهم القاطع لمحاولات اختطاف الدولة، وتزييف هوية الأمة، والتلاعب بمقدراتها خرج الشعب رافعًا صوته فوق كل صوت، مطالبًا بإنقاذ الوطن من فوضى كانت تهدد وجوده، لتكون 30 يونيو ثورة الإرادة والتصحيح والمسار الوطني.

كانت ثورة 30 يونيو عودة للشرعية الشعبية، بعد أن فقدت جماعة الإخوان الإرهابية شرعيتها الأخلاقية والسياسية في عام واحد فقط من الحكم أدرك المصريون أن الخطر لم يكن سياسيًا فحسب، بل وجوديًا يمس الدولة الوطنية ذاتها، فهبّوا هبّة واحدة لإنقاذها، في مشهد أعاد للأذهان لحظة تأسيس الجمهورية الأولى في خمسينيات القرن الماضي.

وفي استجابة تاريخية، تدخلت القوات المسلحة المصرية، بتفويض شعبي غير مسبوق، للحفاظ على الدولة وحماية مؤسساتها، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي حمل على عاتقه مسؤولية قيادة سفينة الوطن في أخطر لحظات تاريخه الحديث.

نجحت ثورة 30 يونيو في استعادة الأمن والاستقرار، لكنها لم تتوقف عند ذلك الحد، بل تحولت إلى منصة انطلاق للجمهورية الجديدة، والتي وضعت نصب أعينها بناء دولة حديثة قوية، ترتكز على التنمية والعدالة الاجتماعية، وتعيد الاعتبار للإنسان المصري، وفي هذا السياق، جاءت رؤية مصر 2030، والتي ترجمت أهداف الثورة إلى خطط عمل واقعية، تمثلت في إطلاق أكبر برنامج قومي للبنية التحتية في تاريخ البلاد، وتوسع غير مسبوق في إنشاء المدن الجديدة، وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، وإصلاح شامل لمنظومة الدعم والحماية الاجتماعية، ومشروعات عملاقة في مجالات الطاقة، النقل، الإسكان، الصحة والتعليم، واستعادة الهوية الوطنية ومكانة الدولة.

أحد أعظم إنجازات ثورة 30 يونيو هو استعادة الهوية الوطنية المصرية التي حاول البعض طمسها فعادت مصر بثقافتها، وتاريخها، ومؤسساتها، ومكانتها الإقليمية والدولية، لاعبًا محوريًا في محيطها العربي والأفريقي والمتوسطي.

لم تعد مصر تابعًا أو رهينة لمخططات الخارج، بل أصبحت صاحبة قرار حر ومستقل، تقيم علاقاتها على أساس الندية والمصالح المشتركة، وتلعب دورًا فاعلًا في حل قضايا المنطقة، من فلسطين إلى ليبيا والسودان، وتحقيق الأمن الإقليمي.

أثمرت الثورة عن تأسيس ما يعرف اليوم بالجمهورية الجديدة، وهي ليست فقط تحوّلًا في الشكل المؤسسي للدولة، بل فلسفة جديدة للحكم والإدارة والتنمية، في الريف، أطلقت الدولة أكبر مبادرة لتطوير القرى المصرية "حياة كريمة"، لتصل التنمية إلى أكثر من 60 مليون مواطن، وفي التعليم، توسعت الدولة في بناء الجامعات الحكومية والأهلية والدولية، وفي الصحة، تم القضاء على قوائم الانتظار، ومكافحة فيروس "سي"، وتطبيق التأمين الصحي الشامل، وفي الاقتصاد، نجحت مصر في تجاوز أزمات عالمية متلاحقة، وحققت معدل نمو إيجابيًا في ظل جائحة كورونا.

ثورة 30 يونيو ليست ذكرى تمر، بل مشروع وطني مستمر، يُترجم يوميًا في قرارات الدولة، ومشروعاتها، وسياساتها الداخلية والخارجية لقد كتبت هذه الثورة تاريخًا جديدًا للدولة المصرية، بقيادة تؤمن أن الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وأن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها وإرادتهم، ونحن نستحضر بفخر هذه اللحظة العظيمة، ونتطلع بيقين إلى مستقبل أكثر ازدهارًا وعدالةً واستقرارًا، في ظل قيادة سياسية رشيدة، وشعب لا يعرف الهزيمة.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة