أطلقت وزارة الثقافة المصرية، برئاسة الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، مع بداية شهر يوليو الجاري، مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها"، والتي تستهدف ربط الفعل الثقافى بحياة المواطنين، وتقديم موضوع شهرى يعكس القيم الأصيلة ويجمع بين الفنون، الثقافة، التراث، والعادات المجتمعية، وتنظيم فعاليات فى القاهرة والمحافظات، إضافة إلى فعاليات دولية تعكس ثقافة مصر، وقد تم اختيار موضوع شهر يوليو ليكون "تراثك ميراثك"، وفي ضوء ذلك نشر المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور أشرف العزازي معلومات عن بعض أهم المعالم السياحية في مصر، وذلك ضمن مبادرة "صورة وحكاية"، ومن بينهم سبيل محمد علي.
سبيل محمد على بالعقادين
على رأس حارة الروم المتفرعة من شارع المعز لدين الله بحي الغورية، تقع تحفة معمارية أخرى وهي سبيل محمد علي، أنشأه الوالي محمد علي باشا عام (1236 هجرية – 1820ميلادية) صدقة على روح ابنه الأمير أحمد طوسون باشا الذي توفى عام (1231 هجرية ـ – 1816 ميلادية) متأثراً بمرض بالطاعون عن عمر يناهز 22 عاماً، وأنشأ محمد علي هذا السبيل في شكل معماري متميز، يحاكي طراز الأبنية في اسطنبول، من حيث الزخرفة الغنية المنحوتة على الرخام والتي كانت محاكاة لطراز الباروك الأوروبي، حيث تتجلى فيه خصائص وسمات فن الباركوك والروكوكو.

السبيل من الداخل
الوصف المعماري لسبيل محمد علي
للسبيل واجهتان إحداهما رئيسية تقع بالجهة الشمالية الغربية وهي مقوسة. فتح بها خمسة شبابيك معقودة بعقود نصف دائرية يغشيها أحجبة نحاسية بها رسوم بيضاوية يتخللها أوراق نباتية محورة، ويوجد أسفل كل شباك منطقة رخامية مستطيلة عليها زخارف من الباروك والروكوكو، ويعلو كل شباك لوحة من الرخام الابيض كتبت عليها بعض النصوص باللغة التركية والتي تتحدث عن الماء وأهميته، يغطي حجرة التسبيل قبة مزينة من الداخل بالرسوم الزيتية الجدارية، كما يوجد المدخل الرئيسي بهذه الواجهة على يمين شبابيك التسبيل، وهو مصبوب بالبرونز الصافي ويعلوه عقد نصف دائري. ويغطي واجهة السبيل والمدخل رفرف خشبي بارز محلى بالنقوش المذهبة.
أما الواجهة الثانية فهي فرعية وتقع بالجهة الشمالية الشرقية التي تطل على حارة الروم، يتوسطها المدخل الفرعي وهو عبارة عن فتحة باب مستطيلة، يؤدي إلى استراحة ملحقة بالسبيل لتناول الطعام والشراب فيها، وبُني أعلاه كُتّاب ثم تحول الكُتّاب إلى مدرسة، فيما بين عامي 1828 و1831م وأضيفت الحجرات الدراسية بالطابق العلوي كما يوجد حجرة التسبيل من الداخل ويظهر فيها أحواض وشبابيك
صهريج سبيل محمد علي
يحتوي السبيل على صهريج ضخم تحت الأرض عمقه تسعة أمتار، ومسقوف بتسع قباب حجرية، وجدرانه مبطنة بمونة غير منفذة للماء، على غرار المباني الرومانية القديمة، وكانت تغذيه بالماء أنابيب تملؤها سواق منصوبة على الخليج المصري الذي كان يخترق المدينة وقتها، وتبلغ سعة الصهريج 455 ألف لتر، تكفي لملء مليون ونصف مليون كوب من الماء.

حوض السبيل