في إطار جهود وزارة الثقافة لتعزيز المشهد الثقافى والفنى فى مصر وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية، أطلق الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، عدة مبادرات ومشروعات هامة خلال الفترة الأخيرة، منها استعادة بريق بينالي الإسكندرية بعد 12 عامًا من التوقف، إلى جانب دعم الفنون المسرحية وتعميم الإعفاءات الضريبية على العروض الفنية، مرورًا بتنظيم معارض الكتب في الأقاليم واكتشاف المواهب عبر مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها"، والتي تؤكد أهمية الثقافة كحق أصيل لكل المصريين في كل مكان، ومن هنا تواصلنا مع وزير الثقافة للحديث معه حول أهمية هذه الفعاليات.
قال الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، عقب صدور قرار تشكيل اللجنة العليا للدورة السابعة والعشرين لبينالي الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط، معلنًا عودة البينالي بعد 12 عامًا من التوقف، إن الثقافة ليست حكرًا على المدن الكبرى فقط، بل تمتد جذورها العميقة في كافة أنحاء مصر، من القاهرة والإسكندرية إلى قرى ومدن الصعيد.
وأوضح أحمد هنو، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن استعادة الإسكندرية لبريقها الثقافى بعودة "بينالى الإسكندرية"، أحد أقدم المعارض الفنية فى المنطقة العربية، تمثل لحظة تجديد واحتفاء بالفن والثقافة البصرية، تأتي هذه العودة ضمن خطة وزارة الثقافة لإحياء الفعاليات الفنية الكبرى وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية، خاصة من أبناء الصعيد والمناطق المهمشة، مما يعكس توجهًا نحو ثقافة شاملة ومستدامة تعبر عن كل أطياف المجتمع المصري، وتضم اللجنة فى تشكيلها نخبة من الفنانين التشكيليين والنقاد والأكاديميين والمتخصصين فى مجالات الفنون البصرية والإدارة الثقافية، برئاسة الدكتور مصطفى عبد المعطي، ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الدكتور وليد قانوش رئيسًا عامًا للبينالي، والفنان معتز نصر قوميسيرًا عامًا.
كما أعلن الدكتور أحمد هنو أن وزارة الثقافة تقدم مقترحًا إلى مجلس الوزراء لتعميم الإعفاء من الضريبة ليشمل عروض المسرح إلى جانب عروض دار الأوبرا المصرية.
وأوضح وزير الثقافة أن هذا المقترح يأتي دعمًا لانتشار الفنون المسرحية فى مختلف المحافظات، ويسهم فى تعزيز دور المؤسسات الثقافية، مؤكداً أن الثقافة حق أصيل لكل مواطن.
وأشار الدكتور أحمد هنو، إلى أن الوزارة تثمن قرار مجلس الوزراء بالموافقة على إعفاء المهرجانات ذات الطابع القومى، التى تنظمها الهيئة العامة للمركز الثقافى القومى دار الأوبرا المصرية، من الضريبة على مقابل دخول المسارح، معتبرًا أن القرار يجسد توجه الدولة لدعم الفنون الرفيعة وتيسير إتاحتها للجمهور الأوسع.
وأضاف وزير الثقافة أن الإعفاء يشمل المهرجانات التي تُقام خلال الموسم الفني 2025–2026 فى مدن القاهرة والإسكندرية ودمنهور، وتشمل عروض "أوبرا عايدة"، والمهرجان الصيفى للموسيقى والغناء، ومهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، ومهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء، ويأتى هذا القرار دعمًا مباشرًا للرسالة الثقافية التي تتبناها الدولة، ويأتي في إطار خطة وزارة الثقافة لتنفيذ برنامج الحكومة الهادف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة والعدالة الثقافية، من خلال نشر الفنون الجادة، والارتقاء بالذوق العام، وضمان وصول المنتج الثقافي والفني إلى جميع فئات المجتمع.
كما أكد الدكتور أحمد هنو أن وزارة الثقافة كانت حريصة على إقامة معارض للكتب في الأقاليم، إذ أن معرض الكتب بالأقاليم رسالة قوية بأن الثقافة ملك لجميع المصريين، ويعد معرض الفيوم الأول من نوعه فى المحافظة، ويُقام تحت إشراف الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويشارك فيه 14 دار نشر خاصة، إلى جانب قطاعات وزارة الثقافة المختلفة، ويضم أكثر من 1300 عنوان متنوع.
وفي إطار مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها"، أكد وزير الثقافة، أن المبادرة تهدف إلى اكتشاف المواهب الحقيقية الكامنة فى مختلف أنحاء مصر، وخاصة في الأقاليم والمدن والقرى، وأشار إلى أن الهدف من المبادرة هو "التفتيش" عن الطاقات الإبداعية في مجالات فنية وأدبية متنوعة، مثل الشعر والرواية والغناء والتمثيل والموسيقى والفنون التشكيلية، مؤكدًا أن مصر تزخر بمواهب لم تتح لها الفرصة الكافية للظهور، وشدد على أن "مصر تتحدث عن نفسها" مشروع وطني مستدام يمنح المواطنين مساحة للتعبير عن هويتهم، ويؤسس لثقافة تشاركية قادرة على التأثير والوصول للجميع في الداخل والخارج.
كما أشار الدكتور أحمد هنو، إلى أن الوزارة تسعى لترميم العديد من المجلدات والكتب والمعاهدات ذات الحالة المتدهورة، ووقع اختيارها على وضعها في أولويات الترميم لأنها تستحق الصيانة، موضحا أن من بين المخطوطات والكتب التي يتم ترميمها معاهدات بين مصر وإنجلترا، وأطلس القطر المصري، ومجلد "المصري"، مضيفا أن من الضرورة طباعة كتاب يضم هذه المعاهدات ليتمكن المواطن المصري من التعرف على تاريخ بلده بسهولة.
كما أشار الدكتور أحمد هنو إلى أن الوزارة استلمت الفيلا عام 1995 ولم تستغل الاستغلال الأمثل، وأضاف أن الوزارة تفكر في تطوير المتحف بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتحويله إلى مركز ثقافي يخدم المجتمع المحلي ويعزز المشهد الثقافي والفني، من خلال تخصيص غرف لريادة الأعمال وغرف لعرض المحتوى الأدبي.