قال حسين مشيك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من موسكو، إن التصريحات الصادرة مؤخرًا عن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجى لافروف تمثل تحولًا نسبيًا فى الشكل، وإن بقى المضمون ثابتًا، خاصة فيما يتعلق بإمكانية إجراء قنوات اتصال دبلوماسية مع أوكرانيا.
وأوضح مشيك، خلال مداخلة مع الإعلامى رعد عبدالمجيد، على قناة القاهرة الإخبارية، أن بوتين شدد خلال اجتماع حكومى على أن النظام الأوكرانى "إرهابي" – على حد وصفه – ولا يمكن التفاوض معه فى ظل استمرار ما وصفه بـ"العمليات التخريبية"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تسعى لهدنة مؤقتة (30 إلى 60 يومًا) فقط لإعادة التسلح والتعبئة.
وفى السياق نفسه، أشار مشيك إلى أن لافروف، باعتباره رأس الدبلوماسية الروسية، أعاد التذكير بأهمية الحفاظ على قنوات الاتصال، وهو ما يُعد موقفًا دبلوماسيًا اعتياديًا من موسكو التى تحاول إظهار أنها لا تغلق الأبواب تمامًا أمام الحوار، رغم رفضها للجلوس مع القيادة الأوكرانية الحالية، والتى تصفها بـ"غير الشرعية".
كما أكد المراسل أن روسيا ربطت أى تقدم تفاوضى بموافقة أوكرانيا على مذكرة سلمتها موسكو خلال محادثات سابقة فى إسطنبول، لافتًا إلى أن هذه الشروط تشبه "معاهدة استسلام" من وجهة النظر الروسية، وهو ما أكد عليه نائب رئيس مجلس الأمن الروسى ديمترى مدفيديف، الذى قال أن زيلينسكى لن يُقبل طرفًا تفاوضيًا ما لم يُعد انتخابه عبر انتخابات شرعية فى أوكرانيا.
وردًا على سؤال حول رفض روسيا لدور الوسيط الأمريكى، أوضح مشيك أن موسكو لا ترفض الوساطة من حيث المبدأ، لكنها تعتبر أن الولايات المتحدة طرف أصيل فى الصراع، وترى ضرورة إبرام اتفاق شامل مع واشنطن حول النفوذ والمصالح الدولية، قبل الخوض فى أى تسوية جدية بشأن أوكرانيا.