دندراوى الهوارى

«حرب الاستئذان».. مسرحية هزلية بين 3 دول تعلن انتصارها.. فمن المهزوم؟!

الإثنين، 30 يونيو 2025 12:00 م


هل هى مسرحية هزلية، بعنوان «حرب الاستئذان» بين ثلاث دول، إسرائيل وأمريكا وإيران؟ يمكن لفصول المسرحية أن تكشف جانبا جوهريا من الحقائق وتضع النقاط فوق الحروف، والمسرحية مكونة من 7 فصول فيها العبث والبؤس وكوميديا سوداء، والتراجيديا والارتباك.


الفصل الأول:
بينما كان كوكب الأرض يعلم بتهديد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بضرب إيران، إلا أن النظام الإيرانى برمته لم يُبد أى استعداد من أى نوع، لا دفاعات جوية، ولا سلاح جوى، ولا رفع لحالة الطوارئ لأى درجة من الدرجات؛ وقد استيقظ العالم على ضربة إسرائيلية لإيران، وصفت بالعنيفة، وذلك فجر الجمعة 13 يونيو الجارى، قيل إنها نالت من البشر والحجر، وهزت هيبة العسكرية الإيرانية بعنف!
وتبنت وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر أخبار الحرب، معلنة عن أن الضربة حققت نجاحا كبيرا فى التخلص من 10 علماء ذرة، ومعظم قيادات الجيش والحرس الثورى، وضرب المنشآت النووية وسجن! وأن الموساد تمكن من تأسيس قاعدة لإطلاق الطائرات المسيرة، داخل إيران، ما مكنها من تحقيق عدد من الأهداف المهمة، منها اصطياد القيادات، وضرب منظومة الصواريخ، وإخراج منظومة الدفاع الجوى عن الخدمة!


الفصل الثانى:
قررت إيران الرد بعنف من خلال إطلاق عشرات الصواريخ، مختلفة المسميات والقدرات، وحققت بعض الخسائر، أهمها خوف وذعر المواطن الإسرائيلى، وهشاشته النفسية، ورعبه من حالة الحرب وعدم الأمن والاستقرار.


لكن تبقى هذه الصواريخ عاملا غير حاسم فى المعركة، ومجرد توظيف جيد لإثارة الرعب للمجتمع الإسرائيلى، الهش نفسيا!


الفصل الثالث:
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يخرج على الجميع معلنا منح إيران أسبوعين إما العودة والجلوس على طاولة المفاوضات أو تلقيها ضربة قاتلة بأم القنابل لتدمير مشروعها ومفاعلاتها النووية، وأوعزت للأوروبيين التفاوض، وما إن بدأ يلوح فى الأفق أمل طفيف بإمكانية إيقاف عجلة الحرب، ذات التأثيرات الخطيرة على المنطقة، فوجئ العالم بتوجيه أمريكا ضربتها فجر الأحد 22 يونيو الجارى، بأم القنابل لتعلن رسميا انضمامها لإسرائيل فى الحرب على إيران!


الفصل الرابع:
فى منتصف ليلة الاثنين 23 يونيو، صبيحة الثلاثاء 24 يونيو، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عبر شبكته الخاصة للتواصل الاجتماعى عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، على أن يبدأ تنفيذه خلال 24 ساعة، يعقبها عملية سلمية وإنهاء الحرب بين البلدين!


المشهد الخامس:
إيران تقرر توجيه صواريخها نحو قاعدة العديد الأمريكية فى قطر، وتمكنت المضادات من اعتراضها وإسقاطها جميعا، دون أن تحقق أية خسائر من أى نوع!
وحسب وصف «وول ستريت جورنال» الأمريكية، لهذه الضربة بـ«المسرحية الاستعراضية الفارسية»، الهدف منها حفظ النظام الإيرانى لماء الوجه دون الدخول فى مواجهة حقيقية.


الفصل السادس:
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يفجر فى تصريح له على هامش قمة حلف الناتو، قنبلة من قنابله الهوائية عندما قال: «كان الإيرانيون لطيفين جدا، وأعطونا تحذيرا، قالوا إننا سنطلق النار على قاعدة العديد فى قطر، هل الساعة الواحدة مناسبة؟ قلت حسنا، وأخُلى الجميع من القاعدة ولم يصب أحد!».


الفصل الأخير:
الدول الثلاث تعلن انتصارها، أمريكا وإسرائيل وإيران، وأنها ستقيم الأفراح وليالى الملاح بهذا الانتصار المدوى، ليسدل الستار على أغرب حرب، الفريدة من نوعها، كون ليس لها مثيل فى التاريخ بمختلف عصوره، ذلك إن وقف إطلاق النار يكون عادة فى ساعة معينة بين جيشين أو طرفين، ويلتزم الجانبان بالتوقف عن العمليات العدائية فى هذه الساعة المعينة وفى لحظة واحدة.


ولكن ما أعلنه ترامب هو توقف إيران عن إطلاق النار فى السادسة من صباح الثلاثاء 24 يونيو، على أن توقف إسرائيل هجماتها فى منتصف نهار اليوم نفسه، وبعد التزام إسرائيل بـ12 ساعة يتم إعلان نهاية الحرب بين الطرفين.


وبعد إسدال الستار، احتار الجمهور، ووقف مرتبكا متسائلا: هل يضحك، هل يبكى، هل يصفق، أم يلتزم الصمت! بينما تقف أقلام التاريخ عاجزة عن التدوين، وماذا تدون، فالدول الثلاث أعلنت كل منها انتصارها، فى أغرب حرب استئذان، فيها المتحاربون منتصرون، ولا يوجد مهزوم!



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة