بوابة كأس العالم للأندية

عصام محمد عبد القادر

عادات تصنع المستقبل

السبت، 28 يونيو 2025 02:48 م


كثيرًا ما نفكر في صورة المستقبل القريب منه والبعيد، وننشغل بمآلات أجيال تلو أخرى، وهذا بالطبع من الأمور المشروعة؛ لكن ذلك يحتاج منا أن نشعل طاقات الفكر والتفكر؛ كي نقف على ما نقوم به بصفة مستدامة؛ بغية أن نصل للمنشود، ودون أن نتأخر عن ركب التحضر والتطور والتقدم في شتى مجالات حياتنا؛ حينئذ ينبغي علينا دون استثناء لأحد أن نلقي نظرة فاحصة لما نقوم به من عادت، ونحلل الممارسات التي تتمخض عنها؛ بغرض أن نتمسك بالإيجابي منها، ونحرص على هجران السلبي بكل تأكيد.


التمني دون عمل مصبوغ بجد وتفاني وإتقان لا يؤتي ثماره مطلقًا، بل، يجعلنا نهيم على وجوهنا، ويغرقنا في أضغاث أحلام توسع الفجوة بيننا وبين الواقع المعاش من حولنا؛ ومن ثم نجد أنفسنا على مسافات شاسعة من هرم التقدم والنهضة المتنامي بصورة طردية؛ ومن ثم يتوجب علينا أن نستفيق ونركض بقوة نحو أسباب صناعة المستقبل المشرق، الذي يحثنا دومًا على أن نفعل القيم النبيلة التي اكتسبناها ولا نعطل ترجمة معانيها في حياتنا بكل صورها؛ لنجني حصادًا يعود أثره في الحال والمآل دون جدال.


إذا ما تعودنا على أن نجلس لفترة من الزمن كي نتفكر أو نفكر بعد يوم زاخر بمجريات الأحداث ومعبأ بالعديد من المهام المتصلة؛ فإن هذه العادة تجعلنا نتحصل على بعض الأفكار الملهمة التي نصنع بها مستقبلنا، كما تفتح لنا باب للابتكار، وتساهم في تسريع وتيرة الإنجاز؛ لأن جدوى عادة التفكر تبعث فينا طاقات من الأمل والطموح، وتساعدنا في رصد نقاط الضعف لدينا بكل موضوعية وحيادية، ولا تدفعنا للانبهار في صورته المفرطة التي قد تضير بمستويات الإنتاج لدينا، ناهيك عن تعزيز مباشر لنقاط التميز والتفرد، بما يحثنا على بذل مزيد من الجهد؛ لنصل لمستويات الريادة المستحقة.


صناعة رؤى المستقبل تقوم على فلسفة القناعة بإمكانية التغيير؛ كي لا نتوقف كثيرًا عند المحطة التي وصلنا إليها؛ ومن ثم تضيع ثمرة جهودنا سدى، وتبدد الطاقات الإيجابية لدينا، وقد تستبدل بطاقات سلبية تشعرنا بالإحباط وتورث فينا الاستسلام، وتغذي ماهية الإهمال، وهنا ندرك أهمية العادات الإيجابية التي تستثير فينا العزائم وتقوي الإرادة، بما يجعلنا قادرين على تحويل الفكرة إلى واقع، يؤكد أن ما حلمنا به صار بين نصب أعيننا؛ وبناءً على ذلك لا تتوقف المسيرة في ظل عادات قويمة.


عندما تواجهنا معوقات قد تقف حجر عثرة أمام صناعة المستقبل الذي نحلم به؛ يتوجب علينا أن تصبح قيمة المثابرة بمثابة عادة إيجابية لا نتخلى عنها، ولا نبتعد عم ممارستها؛ فلدى قناعة تامة بأن الإصرار على تحقيق الهدف لا تقف ثمرته عند حد الإنتاج، بل، نستمد من ذلك طاقة مفعمة بالعطاء؛ فتتوافر لدينا المزيد من الفرص التي بواسطتها نستطيع أن نصنع هذا المستقبل الذي بات لا يهجر أطياف أحلامنا؛ لتصبح مرئية على أرض الواقع، وهنا تتحرك جهودنا المتوالية لتكسر كافة الحواجز التي تشكل عراقيل في سبيل تقدمنا، وانطلاقنا للأمام؛ لنحتل عن جدارة المكانة المستحقة.
المثابرة اتخاذها عادة في سلوكيتنا بعد اتصاف وجداننا بها؛ يفتح لنا طرائق مليئة بالكنوز؛ حيث لا يبنى مجدد الأمم والأوطان؛ إلا بالقدرة على التحمل لمشاق محسوبة وغير متوقعة أيضًا؛ ومن ثم يسطر سجل نضالنا بالدروس والعبر التي تعد نبراسً يهتدى به الجيل تلو الأخر؛ فتتواصل بناء الحضارة، ويغذى تراثنا الثقافي بروافد العطاء الفكري النبيل؛ حينئذ يصعب أن تحلق بنا حضارات ادعت في وقت منا أنها رائدة، وأن ما أحرزته من تقدم لا نظير له على الكوكب، وهنا نؤكد على علو الراية مرهون بالمثابرة تجاه صناعة مستقبلنا.


أرى أنه بالعمل المتواصل الذي يقوم على تعود الإتقان نستطيع بأفكارنا الرائدة وسواعدنا أن نصنع مستقبلًا مزدهرًا، نضمن أن يعيش فيه فلذات الأكباد آمنين مطمئنين، لا يعانون الفاقة أو العوز، ولا يحتاجون لهجران تراب الوطن، ولا يسعون إلى طرائق لا تتناسب مع طبيعتنا ولا تقبلها قيمنا ولا تقرها وسطية عقيدتنا؛ لذا لزامًا علينا أن نتمسك بجليل العادات التي تخلق لنا الفرصة السانحة لصناعة مستقبل مشرق.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة