افتتح أمس بمتحف نجيب محفوظ بتكية أبو الذهب معرض "الجمالية في عيون عشاقها"، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية.
شارك في المسابقة 61 متقدّمًا قدّموا 132 صورة، وتم اختيار 30 فنانًا لعرض 38 عملًا فوتوغرافيًا، إضافة إلى 8 مشاركات شرفية لـ6 فنانين، في لفتة تقديرية لقيمة التجربة والخبرة في إثراء الرؤية البصرية.
ويهدف المعرض إلى إعادة اكتشاف حي الجمالية – أحد أعرق أحياء القاهرة التاريخية – وتسليط الضوء على جمالياته المعمارية والإنسانية والثقافية، من خلال عدسات المصوّرين، سواء من المحترفين أو الشباب.
انطلقت المسابقة بثلاثة محاور رئيسية، شكّلت مجتمعةً خريطة بصرية نابضة لروح المكان:
المحور الأول: تصوير ملامح حي الجمالية من شوارع وأزقة وعمارة تاريخية، بما تعكسه من طرز معمارية إسلامية وعثمانية ومصرية شعبية.
المحور الثاني: توثيق أجواء متحف نجيب محفوظ وما يضمه من مقتنيات وأثر أدبي يعكس سيرة أحد أبرز كتّاب الرواية العربية.
المحور الثالث: الدعوة إلى القراءة كفعل مقاومة وبوابة للوعي، حيث تتلاقى الصورة بالكلمة في توليفة فنية تجمع البصر بالبصيرة.
تضمّن المشروع ورشتين ميدانيتين لتشكيل الرؤية البصرية للمشاركين، الأولى بدأت بجولة داخل متحف نجيب محفوظ، حيث استقبلهم مدير المتحف الكاتب الصحفي طارق الطاهر، وقدّم لهم شرحًا وافيًا حول سيرة الأديب الراحل وبيئته الثقافية.
أما الورشة الثانية، فكانت جولة تصوير ميدانية داخل حي الجمالية، تجوّل خلالها الفنانون بين شوارعه ومقاهيه وأزقّته، لتوثيق تفاصيل الحياة اليومية وملامح الحي المتفرد.
اما عن الصور المعروضة فتميزت بتنوّعها الفني والأسلوبي، حيث تراوحت بين الأبيض والأسود والصور الملوّنة. ورصدت بعض الأعمال تفاصيل معمارية دقيقة، فيما التقطت أخرى لحظات إنسانية حيّة، مثل قرّاء على نواصي الطرق، أو بائعي كتب يحملونها على أكتافهم في مشهد عابراً للزمن.
وظهرت محاولات فنية لدمج السرد البصري بالحكاية، وكأن كل صورة امتداد لجملة من رواية لم تُكتب بعد، في استلهام واضح لروح نجيب محفوظ، الذي شكّلت الجمالية مسرحًا إنسانيًا في أعماله.
من جانبه قال الفنان والكاتب أحمد داوود، المشرف على المشروع في تصريحات لليوم السابع، إن المعرض يُعد تتويجًا لرحلة بصرية وثقافية بدأت من قلب الجمالية، حيث التقط الفنانون بعدساتهم “المتاهة الساحرة” لهذا الحي بشوارعه الضيقة ومبانيه العتيقة، ليروا عبر صورهم قصصًا لا تنتهي، وجمالًا يكشفه عشاق الصورة فى كل زاوية أو حجر.
من جانبه، أوضح الكاتب الصحفي طارق الطاهر، مدير المتحف لليوم السابع، أن المعرض يُمثّل انطلاقة موسم "نجيب محفوظ القرائي الأول"، ويأتي كمدخل بصري مختلف لدعوة الجمهور إلى القراءة عبر صورة حيّة لحيّ طالما كان بطلًا في أدب محفوظ. وأضاف أن انتقال “قلب الجمالية” إلى المتحف يُعزز من الرسالة التي حملها الأديب الراحل، والتي ارتكزت على القيم والهوية المصرية الأصيلة.
كما عبّرت المصوّرة سمر أحمد معاطي، إحدى المشاركات في المعرض، عن سعادتها بخوض تجربة السير على خطى نجيب محفوظ في شوارع الجمالية، قائلة: "شعرت كأنني أستعيد لحظاته مع أصدقائه على المقاهي، وحديثهم في الأدب والفن"، مشيرة إلى مشاركتها بثلاث صور تناولت محاور المتحف، والقراءة، والمعمار التاريخي.
الجمالية في عيون عشاقها
بائع تين شوكي
جانب من الافتتاح
صورة مشاركة
متحف نجيب محفوظ
مع الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ
من المشربية
يقرأ القرآن