بالأمس طُويت صفحة مشرّفة من عمر التجربة البرلمانية كانت نهاية الفصل التشريعي الأول الذي كتبنا سطوره معًا على مدار خمس سنوات داخل مجلس الشيوخ، سنوات لم تكن عادية، بل كانت مشبعة بالتحديات، مليئة بالمواقف، شاهدة على صدق النية، وعظمة الإرادة، وإخلاص أبناء هذا الوطن.
وها أنا أدوّن هذه الكلمات، رسالة من القلب، أبعث بها إلى قائد هذه السفينة الكبيرة في بحر متلاطم الأمواج… المستشار عبد الوهاب عبد الرازق.
خمس سنوات كانت مضيئة بقيادتكم، مليئة بالحكمة، والاتزان، والرؤية الهادئة التي تحتاجها البلاد وقت الموج العالي. كنتم بحق ربانًا وطنيًّا من طراز رفيع، لم تهتز له بوصلة، ولم تضعف له عزيمة، فسار المجلس بثبات في دربٍ وطنيٍّ دقيق، فتحية لك بل 1000 تحية، ولمن كانوا برفقتنا.
ولا يكتمل النجاح دون أن نرفع القبعة لكل من سهر وتعب في إدارة هذه المنظومة… إلى الأمين العام محمود عتمان، ونائبه عمرو عبادة، وجميع العاملين بالمجلس، من أعلى الهرم إلى الجنود المجهولين الذين لا يعرفهم الإعلام، لكن يعرفهم وجدان كل نائب.
هؤلاء هم أبناء البلد الحقيقيون، الذين لم يبخلوا بجهد أو وقت من أجل راحة النواب، وضمان انتظام العمل، وسط جداول مزدحمة، ولجان متعددة، ومهام تشريعية رقابية لا تنتهي.
ولا يسعني في هذه اللحظة إلا أن أخص بالشكر رجال الأمن الشرفاء، الذين قدموا ولا يزالون يقدمون الأمن والأمان لهذا الصرح الوطني، فبفضل يقظتهم، عملنا في طمأنينة، وتحركنا في هدوء، وأنجزنا في بيئة آمنة.
إلى زملائي الأعضاء، كلمة من القلب.
لقد سعدت بصحبتكم طيلة هذا الفصل، الذي كان شاهدًا على تفانيكم وحرصكم الصادق على أداء الأمانة، ولقد أثبتم في كل موقف أنكم أبناء هذا الوطن، تتحملون المسؤولية وتقدمون الرأي والموقف، لا لمصلحة خاصة، بل لوجه الله والوطن والمواطن.
وتحية الى الزملاء من نواب الاحزاب والمستقلين ومجموعه نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الذين كانوا مثالًا يُحتذى في الحضور، والأداء، والانضباط. جمعوا بين جمال الشكل وعمق المضمون، وقدموا صورة مشرفة عن جيل جديد واعد، لا يقل حبًا لمصر عن أجيال سابقة.
ولا يمكن أن أختم دون أن أرفع كلمات التقدير إلى رجال الإعلام الوطني، والقنوات الفضائية التي نقلت نبض المجلس بكل مهنية وتجرد، وعلى رأسها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التي كانت عينًا صادقة تنقل الحقائق وتُظهر الجهد كما هو، بلا تزييف أو مبالغة.
كل الشكر والتقدير لسيادتكم، سيادة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، ولكل من حمل معك همّ الوطن وعمل بصمت، ودعواتي القلبية بالتوفيق في الدور القادم، ليكون أكثر إشراقًا، وأعمق أثرًا، وليظل مجلس الشيوخ عنوانًا للاتزان والرصانة والعمل الوطني الراقي.
والله ولي التوفيق.