بوابة كأس العالم للأندية

ثقافة إيران.. كيف أبدع الفردوسي "الشاهنامه"؟

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 07:00 ص
ثقافة إيران.. كيف أبدع الفردوسي "الشاهنامه"؟ الشاهنامه

أحمد إبراهيم الشريف

تشغل الحرب الدائرة بين إيران وجيش الاحتلال أذهان الجميع، ويذهب البعض للمقارنة بين دولة تمتلك إرثًا حضاريًا ضاربًا في أعماق التاريخ، وبين كيان لا يتجاوز كونه عصابة مسلحة تتقن العدوان. ومن هنا تبدو ضرورة التذكير ببعض وجوه الإبداع الثقافي الإيراني، والتي تمثل أحد أركان حضارة فارسية كبرى، لعل أبرزها "الشاهنامه"؛ ملحمة الشعر والتاريخ التي كتبها أبو القاسم الفردوسي، والتي تُعد من أعظم الأعمال الأدبية في تاريخ إيران، بل في تاريخ الإنسانية.

الشاهنامه: كتاب الملوك

"الشاهنامه" تعني "كتاب الملوك"، وهي ملحمة شعرية فارسية ضخمة تضم نحو ستين ألف بيت من الشعر، نظمها الفردوسي تخليدًا لتاريخ الفرس منذ العصور الأسطورية حتى سقوط الدولة الساسانية في القرن السابع الميلادي، أي قبيل الفتح الإسلامي. وقد نظمها بطلب من السلطان محمود الغزنوي، لكن بدايات فكرة تأليفها تعود إلى الأمير نوح بن منصور الساماني، حين أوكل إلى الشاعر أبو منصور الدقيقي وضع أسسها، قبل أن تُستكمل لاحقًا على يد الفردوسي بعد مقتل الدقيقي.

واستغرق الفردوسي في نظمها أكثر من ثلاثين عامًا، حيث امتلأت الأجزاء الأولى منها بالأساطير والخوارق، بينما اقتربت الأجزاء الأخيرة من التوثيق التاريخي، خاصة في سرده لفترة حكم أردشير، مؤسس الدولة الساسانية، وما تلاها.
ويقول المستشرق كارل بروكلمن عن العمل: "نقع في الشاهنامه على روح الأسلوب الملحمي الفارسي في قمة اكتماله، وهي تكشف – رغم النمطية – عن عبقرية شعرية نادرة".

الترجمة العربية

تُرجمت الشاهنامه إلى العربية بأمر من الملك المعظم بن العادل الأيوبي، وتولى ترجمتها الفتح بن علي البنداري الأصفهاني، الذي نقلها إلى النثر في الفترة من 620 هـ إلى 621 هـ. وتُعد هذه الترجمة الوحيدة الكاملة الموجودة بالعربية، وقد حققها الدكتور عبد الوهاب عزام معتمدًا على خمس مخطوطات رئيسية في برلين وكمبريدج وطوب قابي سراي ومكتبة كوبرلي، وطبعت في مجلدين بالقاهرة عام 1350 هـ (1931م).

وترجم البنداري العمل بلغة عربية رصينة غير متكلفة، ويقول عبد الوهاب عزام: "البنداري يسر الترجمة وأوجزها، فأصبح القارئ العربي أكثر قدرة على الإحاطة بقصص الشاهنامه من نظيره الفارسي".

الطبعات العالمية

قام المستشرق الألماني يوليوس فون مول بنشر النص الفارسي للشاهنامه في ستة مجلدات بين 1838 و1866 في باريس، وأكمل باربييه دي مينار المجلد السابع عام 1878. كما ترجم فون مول العمل إلى الفرنسية في ستة مجلدات صغيرة الحجم، وأرفقها بتعليقات علمية وافية. وقد وصفها عبد الوهاب عزام بأنها "أعظم طبعة للشاهنامه عُرفت في العالم".

 

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة