لا يصدق الكثيرون لو قلنا لهم أن السينما المصرية عرفت المرأة المخرجة قبل السينما العالمية، حدث ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي، وهذا ما يحدثنا عنه كتاب "قصة السينما" لـ سعد الدين توفيق، والذى صدر عن دار الهلال سنة 1969.
ثلاث مخرجات
فى هذه المرحلة بدت ظاهرة غريبة، وهى أن ثلاث ممثلات من رائدات السينما المصرية قمن بإخراج أفلامهن بأنفسهن! وإذا كانت السينما العالمية لم تعرف مخرجة إلا فى الأربعينات، فإن المرأة المصرية قد سجلت سبقا واضحا فى هذا الميدان.
ويلاحظ أن هذه الظاهرة ليس مردها إلى أسباب مالية فقط، وإنما لأن عملاء الممثلات المنتجات رأين أن عملية الإخراج لا يقوم بها مخرجون دارسون باستثناء محمد كريم ، بل إنها كانت فى الأغلب عملية اجتهادية. ولهذا رأين أن يجربن القيام بإخراج أفلامهن إلى جانب إنتاجها وتمثيلها، بل وتأليفها أيضا!
وهؤلاء الثلاث هن: عزيزة أمير التى أخرجت فيلم "كفرى عن خطيئتك"، وبهيجة حافظ التى أخرجت فيلم "الضحايا"، وفاطمة رشدى التى أخرجت فيلم الزواج.
ولم تحقق هذه الأفلام الثلاثة نجاحا فنيا أو تجاريا يذكر، بل كانت مغامرات فاشلة إلى حد كبير باستثناء فيلم "الضحايا". ولهذا لم تحاول عزيزة أمير أو فاطمة رشدى العودة إلى الإخراج مرة ثانية.
أما بهيجة حافظ فقد شجعتها التجربة الأولى على أن تكررها بعد ذلك أكثر من مرة، إلا أن أهم ما قدمت للشاشة كان الفيلم التاريخى "ليلى بنت الصحراء" الذى صورت مناظره فى ديكورات ضخمة أقامتها فى ستوديو مصر.

الضحايا