تحت ضوء القمر
بعد النجاح الذي حققه فيلم "أولاد الذوات" ثم فيلم "أنشودة الفؤاد" اتجه كل السينمائيين إلى السينما الناطقة، وفي هذه الفترة وقعت تجربة فنية تثير الاهتمام، وهي أن منتج فيلم "تحت ضوء القمر" الذي عرض صامتا في 19 يونيه 1930 قرر أن يضيف إليه الصوت وأعاد عرضه ناطقا في ٤ يوليو 1932 آملا في أن يظفر الفيلم بصورته الجديدة بنجاح يفوق نجاحه السابق عندما كان صامتا.
وقام مخرج الفيلم شكرى ماضي بالاشتراك مع مهندس صاحب شركة أسطوانات اسمه "ستراك مشيان" بتسجيل حوار الفيلم على أسطوانات تدار مع الفيلم أثناء عرضه.
إلا أن التجربة لم تنجح لأن سرعة دوران الأسطوانة تختلف عن سرعة دوران الفيلم، فكان من المحتم ألا يتطابق الصوت مع الصورة، مما أدى إلى أن مشاهد كثيرة من الفيلم كانت تتحول إلى مفارقات تثير الضحك عندما يتكلم ممثل فيسمع صوت امرأة وهكذا، أو يرى ممثل يطلق الرصاص من بندقية، وبعد أن ينتهى المشهد تسمع صوت طلقات الرصاص:
وفشل الفيلم فشلا ذريعا، لا لعدم انطباق الصوت والصورة فقط، وانما إلى أسباب أخرى عديدة منها ضعف القصة واعتمادها على المبالغات والفواجع ومنها هبوط مستوى التمثيل إذ لم يكن للبطل أو البطلة تجارب سابقة في التمثيل كما كان الماكياج مضحكا فاللحي كانت تتدلى من وجوه الممثلين بشكل يثير السخرية، وبينما يبدو الممثل صاحب اللحية الطويلة المتهدلة كهلا في السبعين من عمره كنت ترى وجهه نضرا ناعما بلا تجاعيد، كما أن مشيته وحركاته تؤكد أنه فى العشرين من عمره!
