أكد حلمى النمنم الكاتب الصحفي ووزيرالثقافة الأسبق، أن ما يحدث حاليًا بين إيران والولايات المتحدة يدخل في إطار حرب استنزاف طويلة، مشيرًا إلى أنه كتب مقالًا سابقًا توقّع فيه هذا السيناريو، وذلك قبل تنفيذ الضربة الأمريكية فجْر اليوم.
وأوضح خلال لقائه ببرنامج "الساعة 6"، عبر قناة "الحياة"، مع الإعلامية عزة مصطفى، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ مفاوضات مع إيران قبل تنفيذ الضربة، وكان يهدف إلى التوصل لاتفاق خلال 60 يومًا، لكن الإيرانيين – بخبرتهم في التفاوض التي وصفها بـ"سياسة صناعة السجاد" – يتعاملون مع الزمن بشكل مختلف، وقد يطيلون أمد التفاوض لسنوات.
وأشار إلى أن مسألة التخصيب النووي مرتبطة بالوقت، وأن ترامب والإدارة الأمريكية كانوا مدركين لذلك، وهو ما دفعهم إلى التحرك حين شعرت واشنطن وإسرائيل بتشدد إيران في المطالب، ما دفع الأخيرة إلى شن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف أن القدرات العسكرية الإسرائيلية غير قادرة وحدها على تحقيق أهدافها، وأن ما يجري بينها وبين إيران سيظل في إطار حرب استنزاف طويلة، حتى مع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، وذلك لعدم وجود حدود مشتركة بين الجانبين تمنح مبررًا لاحتلال مباشر أو صدام بري شامل.
وأوضح أن الحرب الحالية تعتمد على الطائرات المسيّرة والضربات الجوية والاغتيالات، وهي أدوات لا تؤدي إلى خسائر بشرية واسعة كما في الحروب البرية.
وعن تطور الحرب، استبعد الكاتب أن تنتقل إلى مواجهات برية أو بحرية مباشرة، خاصة في ظل استخدام الطرفين تقنيات حديثة لتنفيذ ضربات دقيقة دون اشتباك مباشر. وأشار إلى أن الغارة الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية تبعها رد سريع من طهران بإطلاق مسيّرات تجاه إسرائيل، ما يؤكد أن المواجهة مستمرة.
وشدد على أن أي حرب لا تُقاس فقط بحجم التدمير أو عدد الضحايا، بل بمدى تحقيق الأهداف الاستراتيجية. وضرب مثالًا بما حدث في غزة، مؤكدًا أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أهدافها رغم حجم الدمار والضحايا، حيث فشلت في دفع السكان للهجرة أو القضاء التام على حركة حماس، بسبب الموقف المصري والعربي والدولي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن ما يحدث بين إيران وإسرائيل سيبقى في إطار الحرب عن بُعد، وأن الأطراف لم تحقق أهدافها بعد، مما يعني استمرار الاستنزاف في المدى المنظور.