دندراوى الهوارى

من يصرخ أولا.. تل أبيب أم طهران؟ وهل يكون هناك خيار شمشون؟!

الثلاثاء، 17 يونيو 2025 12:00 م


ابحث عن «بنك الأهداف» من وراء قرار إسرائيل إعلان الحرب الشاملة على إيران، وهل الهدف فعلا القضاء على المشروع النووى الإيرانى، سواء كان منشآت أو عقولا؟ المعلن هو القضاء على المشروع النووى بالفعل، سواء بضرب المنشآت وإعطاب البنية التحتية له، أو باغتيال العلماء الذى وصل عددهم 10 حتى الآن، لكن غير المعلن، أن الحرب تأتى فى ظل صراع المشاريع الدينية والاستعمارية فى المنطقة، واستمرار حالة النجاح استغلالا للظرف التاريخى الحالى من بعد 7 أكتوبر 2023 - من وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية- واعتباره فرصة ذهبية لتحقيق كل الأهداف وفى القلب منها «الوعد الإلهى» إسرائيل الكبرى من النيل للفرات!


وبما أن المشروع الإسرائيلى يتقاطع مع مشروعين آخرين فى المنطقة، منهما المشروع الإيرانى فى التوسع وإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، فإن على إسرائيل التخلص من هذا المشروع، مع تحييد المشروع التركى، على الأقل لفترة من الزمن، ثم بسط النفوذ الإسرائيلى واعتبارها قوة كبرى تتحكم فى مفاتيح المنطقة.


لذلك ورغم اختلاف البعض مع المشروع الإيرانى، فإن على الجميع ألا يتمنى هزيمة واستسلام طهران، لأن الحرب الحالية فى مواجهة إسرائيل وطنية، تدافع فيها إيران عن استقلالها الوطنى وكبريائها، وتختلف اختلافا كليا عن الحروب التى خاضتها إسرائيل ضد أذرع طهران، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن حرب الأذرع لم تكن على أرضية وطنية، وإنما لحساب الغير، بينما إيران تخوض حربا دفاعا عن أرضها ومقدراتها وكبريائها.


يتبقى السؤال الجوهرى: إلى ماذا ستفضى هذه الحرب.. ومن يصرخ أولا ويعلن استسلامه.. وهل يكون هناك خيار «شمشون»؟


الإجابة معقدة، لأن هناك معايير للحرب، منها ميزان القوة، والنزعة القومية، والمأزق الأمنى، بجانب القاعدة الرئيسية التى تقول: بدء الحرب أسهل بكثير من إنهائها، وهناك تجارب قتال حققت بعد الدول نجاحات فى البداية، ولكنها كانت مؤقتة، سرعان ما تحولت إلى نزيف خسائر، مثل الحرب الأمريكية فى العراق وأفغانستان، وأيضا الحرب الروسية الأوكرانية التى اعتقد البعض أن روسيا ستبدأها وتنهيها سريعا مع تحقيق النتائج المرجوة، لكن هذه التوقعات جميعها فشلت، والحرب مستمرة منذ فبراير 2022 وحتى الآن.


تأسيسا على ذلك، فإن التكهن عما ستسفر عنه هذه المعركة، ومتى تتوقف رحاها، ومن يصرخ أولا ومن يعلن استسلامه، ليس بالأمر اليسير، ووفق ما أشارت إليه صحيفة الجارديان البريطانية، بأن الثلاثى المتحكم فى القرار لا يتمتعون بالكفاءة والقدرة على تقديرات الموقف ومدفوعين برغبة شخصية، قد تعرض المنطقة والعالم لمخاطر حقيقية، وهم، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، والمرشد الإيرانى، على خامنئى.
الجارديان أكدت، على لسان أحد كتابها، سيمون تيسدال، أن الثلاث عجائز يهددون بقتل الجميع «ترامب خامنئى نتانياهو»، خاصة أن حرب إسرائيل على إيران لم تكن حتمية، وكان من الممكن تجنبها، لأن المحادثات الدبلوماسية كانت مستمرة عندما انطلقت الصواريخ نحو طهران.


وذكر أنه من غير المرجح أن تحقق الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، «غير القانونية وغير المبررة»، هدفها المعلن، وهو إنهاء جهود طهران المزعومة لبناء أسلحة نووية بشكل دائم، بل قد تسرع وتيرة ذلك!


وأوضح «تيسدال» أن هذا الصراع لا يقتصر كما كان الحال فى العام الماضى 2024، على تبادل إطلاق النار والضربات الدقيقة، على نطاق ضيق من الأهداف العسكرية، بل وصل إلى مستوى مختلف تمامًا فى الوقت الحالى.
أصبح الشرق الأوسط أقرب من أى وقت مضى إلى حرب كارثية، فى ظل أن إسرائيل تعربد فى المنطقة وتخوض معارك فى جبهات متعددة، وأن واشنطن وتل أبيب وطهران أيضا تغرق فى منطقة الشرق الأوسط، ولن يكون هناك ناج دون خسائر فادحة، لو لجأ أحد الطرفين إلى خيار شمشون!




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب