قصة السينما المصرية.. حكاية أول فيلم مصري ناطق

السينما المصرية دخلت مرحلة السينما المتكلمة بفيلم مهم هو فيلم أولاد الذوات، بطولة الفنان يوسف وهبي، فكيف كان ذلك وما قصته، هذا ا يحدثنا عنه كتاب قصة السينما في مصر" لـ سعد الدين توفيق، والذي صدر عن دار الهلال سنة 1969.

يقول الكتاب تحت عنوان "أولاد الذوات"

هو أول فيلم مصرى ناطق ، وثاني فيلم يخرجه محمد كريم،  وقد اشتركت فرقة رمسيس في تمثيل هذا الفيلم الذي أنتجه وقام ببطولته صاحبها يوسف وهبي فظهرت امينة رزق في دور زينب ، وسراج منير في دور الدكتور أمين ، ودولت أبيض فى دور ام حمدى ، وحسن البارودي في دور احمد افندی . بينما قام يوسف وهبى بدور حمدى بك المحامى .
واشتركت في التمثيل الممثلة الفرنسية كوليت دارفاي في دور جوليا . وعمل احمد بدرخان مساعدا للمخرج
وتتلخص قصة الفيلم - وهي مأخوذة عن مسرحية قدمتها فرقة رمسيس بنفس الاسم - في أن حمدى بك يخون زوجته المصرية مع فتاة فرنسية، وعندما تكتشف الزوجة هذه الخيانة يفر الزوج مع عشيقته إلى باريس.

أولاد الذوات

وهناك تظهر جوليا على حقيقتها، فقد كان حمدى مجرد مغامرة عابرة في حياتها، ولذلك يفاجاً عندما يراها ذات يوم بين ذراعي شاب فرنسي، فيغضب ويطلق الرصاص عليهما، ويقبض البوليس عليه، ويحكم عليه بالسجن.

وبعد 12 سنة يعود إلى القاهرة، ويذهب إلى بيته في اليوم الذي تحتفل فيه الأسرة بزفاف ابنه! .. ولا يعرفه الابن طبعا لأن شكل حمدى كان قد تغير كثيرا ، إ لا أن زينب تعرفه فورا فتبلغه أنها تزوجت ابن عمها أمين زوج جوليا بعد أن علمت أن حمدي قد مات في السجن، وعندما يعرف حمدى أنه لم يعد له مكان في هذا البيت، يكتفى بأن يلقى نظرة على ابنه العريس وعروسه ويتقدم نحوهما ليهنئهما ويقبل أيديهما، فيحسبه ابنه فقيراً يطلب البقشيش فيمنحه جنيها، ويخرج حمدى بينما يستمر الفرح ، ويلقى بنفسه تحت عجلات المترو ..

فيلم أولاد الذوات

ولم يكن هذا الفيلم ناطقا من أوله إلى آخره، إذ كانت تكاليف الفيلم الناطق باهظة، ولذلك أخرج محمد كريم نصف هذا الفيلم ناطقا والنصف الآخر صامتا لخفض تكاليفه إلى أكبر حد ممكن. وتم تصوير الجزء الناطق في باريس أما الجزء الصامت فقد صور في ستوديو رمسيس الذي أنشأه يوسف وهبي في ۱۹۳۱ بجوار كوبرى الزمالك.