المتحف المصرى الكبير، الذى يضم بين جنباته أكثر من 50 ألف قطعة أثرية موزعة على 18 قاعة عرض رئيسية وفرعية، لا يكتفى بدوره كموقع لعرض الكنوز الأثرية فقط، بل يقدم تجربة شاملة تمزج بين التعليم والترفيه، لا سيما للأطفال.

فمنذ لحظة الافتتاح المنتظر فى يوليو، سيجد الزوار من العائلات ركنًا خاصًا معدًا بعناية للصغار، حيث يضم المتحف قسمًا تعليميًا داخل متحف مخصص للأطفال، يقدم أنشطة وورشًا تفاعلية مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، تُصمم خصيصًا لتناسب قدراتهم وميولهم.

تهدف هذه الأنشطة إلى غرس مشاعر الانتماء فى نفوس الأطفال، وربطهم بجذورهم الحضارية من خلال التجربة الحسية، لا الحفظ المجرد، فيتعلم الطفل مثلًا كيف كان الفنان المصرى القديم يصنع الألوان، أو كيف نقشت الجداريات، فى بيئة تحاكى الماضى بأفكار معاصرة.

وفى بداية الجولة، تستقبل مسلة رمسيس الثانى المعلقة الزوار، وهى الأولى من نوعها فى العالم، ويقف الزائر فوق لوح زجاجى شفاف، ينظر أسفله فيرى قاعدة المسلة، ويرفع رأسه فيرى اسم الملك محفورًا في باطن بدنها، في مشهد لم تره عين منذ أكثر من 3500 عام.
هكذا يتحول المتحف المصري الكبير إلى تجربة متكاملة لا تقتصر على تأمل الآثار، بل تفتح الأبواب أمام الأجيال القادمة لتتلمس ماضيها، وتعيد اكتشافه، كل مرة، بطريقتها الخاصة.