بعد أكثر من قرن على اكتشاف مقبرته التي أبهرت العالم، يفتح المتحف المصري الكبير فصلًا جديدًا فى الحكاية الذهبية للملك توت عنخ آمون، حين يعرض ولأول مرة كامل كنوزه ومقتنياته في مكان واحد، أمام الجمهور في يوليو المقبل.
ما كان موزعًا بين المخازن لعقود، وما لم يُعرض من قبل، سيصبح أخيرًا في متناول أعين الزوار ضمن قاعة ضخمة تبلغ مساحتها 7000 متر مربع داخل هذا الصرح الحضاري العالمي، إنها ليست مجرد مجموعة أثرية، بل رحلة بصرية وروحية في حياة أحد أشهر ملوك التاريخ المصري، الذي عاش صغيرًا وخلدته الكنوز إلى الأبد.
5398 قطعة أثرية توثق حياة الفرعون الصغير
يقول الدكتور عيسى زيدان، مدير عام مركز الترميم ونقل الآثار، إن المجموعة الكاملة للملك الذهبي تضم 5398 قطعة أثرية، تشمل المقاصير والتوابيت الذهبية والمجوهرات والأسلحة والملابس والعجلات الحربية، جميعها خضعت لترميم دقيق وفق تسلسل زمني من عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني والروماني، في واحدة من أعقد عمليات النقل والحفظ في تاريخ الآثار المصرية.
3392 قطعة تعرض لأول مرة
كانت مقتنيات الملك موزعة على مخازن متحف التحرير ومخازن أخرى في الأقصر، ولم يعرض منها سوى نحو 2006 قطع، أما اليوم فسيتمكن الجمهور من رؤية ما لا يقل عن 3392 قطعة تعرض للمرة الأولى، داخل قاعة واحدة مذهلة صممت لتقدم تجربة متكاملة تسرد تفاصيل عالم الملك توت كما لم يرو من قبل.
قصة الاكتشاف .. طفل مصري يدل العالم على المقبرة
ليس هوارد كارتر وحده من قاد العالم لاكتشاف مقبرة الملك الذهبي عام 1922، بل هناك اسم آخر يستحق الذكر هو الطفل حسين عبد الرسول، الذي كان في الثانية عشرة من عمره ويعمل على توصيل الماء إلى العمال، وأثناء قيامه بإنزال "زير" مياه، اكتشف فتحة المقبرة، ليخلد اسمه في تاريخ أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، كما يروي عالم الآثار الكبير الدكتور زاهي حواس.