يقوم العالم على الوفرة، والوفرة هنا معناها وفرة الوظائف والطعام للجميع وبذلك تتحقق المنفعة العامة ويعيش البشر جميعا في أمان وسلام، ولكن منذ فترة طويلة بدأت مشكلة الوفرة فى الظهور فبات كوكب الأرض يعانى من نقص بعض الموارد الأساسية وهو ما كان فكرة الاستعمار الرئيسة إذ أرادت بعض القوى العظمى الاستيلاء على موارد دول أخرى، وعن هذا الموضوع يدور كتاب الوفرة وهو ما نستعرضه في التقرير التالي.
حل كتاب abundance أو"الوفرة" للمؤلفين الأمريكيين عزرا كلاين وديريك طومسون ضمن قائمة نيويورك تايمز للكتب غير الخيالية الأكثر مبيعا والكتاب من المؤلفين الأكثر مبيعًا وعمالقة الصحافة عزرا كلاين وديريك طومسون، ويُمثل كتابهما "الوفرة" دعوةً فريدةً من نوعها في كل جيل، تُغير المفاهيم، لإعادة التفكير في المشاكل الكبيرة المتجذرة التي تبدو غارقةً في هياكلها، من تغير المناخ إلى الإسكان، ومن التعليم إلى الرعاية الصحية.
ويتتبع الكتاب التاريخ العالمي للقرن الحادي والعشرين حتى الآن مع تزايد عدم القدرة على تحمل التكاليف والنقص في المساكن والوظائف في العالم.
ويُوضح كتاب "الوفرة" أن مشاكلنا اليوم ليست نتيجةً لأشرار الأمس بل إن حلول جيل واحد أصبحت مشاكل للجيل التالي فالقواعد واللوائح المصممة لحل المشاكل البيئية في سبعينيات القرن الماضي غالبًا ما تمنع الكثافة الحضرية ومشاريع الطاقة الخضراء التي من شأنها أن تساعد في حل المشاكل البيئية في عشرينيات القرن الحادي والعشرين.
كما أن القوانين التي تهدف إلى ضمان مراعاة الحكومة لعواقب أفعالها في مجالي التعليم والرعاية الصحية جعلت من الصعب عليها التصرف بمسئولية ففي العقود القليلة الماضية، ازدادت قدرتنا على رؤية المشاكل بينما تضاءلت قدرتنا على حلها.
ويؤكد الكاتبان أن التقدم يتطلب القدرة على رؤية الوعد بدلًا من مجرد الخطر في خلق أفكار ومشاريع جديدة، وغريزة لتصميم أنظمة ومؤسسات تجعل البناء ممكنًا في كتاب يستكشف كيفية الانتقال من ليبرالية لا تحمي وتحافظ فحسب، بل تبني أيضًا، يتتبع كلاين وتومسون العوائق السياسية والاقتصادية والثقافية أمام التقدم، وكيف يمكننا تبني عقلية موجهة نحو الوفرة، لا الندرة، للتغلب عليها.