الدكتوره ماريان جرجس تكتب: عم خالد عبد العال.. المصري الأصيل

الثلاثاء، 10 يونيو 2025 10:38 ص
الدكتوره ماريان جرجس تكتب: عم خالد عبد العال.. المصري الأصيل الدكتوره ماريان جرجس

قال الله تعالي (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)  المائدة 32  ،  " وادين بعضكم بعضًا بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضًا فى الكرامة ." رومية 10:12

هذا ما قالته الأديان السماوية فى القرآن الكريم والأنجيل المقدس ، عن علاقتنا  ببعضنا البعض ، عن التآخي والحب والسلام والعطاء ، وهذا ما يجب أن يكون عليه  أسلوب وحياة شعب مصر منهجًا معاشًا يوميًا ؛ عم خالد  سائق الشاحنة – رحمة الله عليه- لم يقرأ في كتب الفلسفة عن مبادئ المواطنة والخير والتآخي ولم يقرأ المدينة الفاضلة لأفلاطون ، ولم يقلب صفحات التاريخ ليعلم أن الشعب المصري شعب مقدام ، ولم يكتب بوستات كثيرة على الفيس بوك عن من نهنئ فى العيد ومن لا نهنئ ، ولم يشدو بقيم مجتمعية على حسابه الشخصي ، ولم يفكر عندما اندلعت النيران فى شاحنته عن من سينقذ  وماذا يفعل لينقذ نفسه أولا ، ولكن بفطرته الانسانية والمصرية  قررانقاذ الاف من المواطنين المصريين والمنشأت ، ليثبت ان الفطرة التي خلقنا الله عليها عظيمة ذات خصائص ميزت الانسان عن باق المخلوقات ، فطرة الحب ، والانسانية والخير والتضحية من أجل  الغير ، ليصبح بطلا جديدا  ينضم لقائمة شهداء مصر من شهداء الشرطة المصرية الباسلة والقوات المسلحة والجيش الابيض من الأطباء .
فهذا الوطن قٌدر له البقاء وقدر الله له أن يكون ، ومقدراته ليست فقط فى موقعه الجغرافي أو الجيوسياسى ولكن شعبه هو احد تلك المقدرات وكنوز ذلك الوطن العظيم .
ولأن الدولة المصرية  تقدر هؤلاء الأبطال ، بادرت وزارة العمل بمكافأة اسرة الشهيد على الفور ، واطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة العاشر من رمضان ، وأتوقع أن يتم تكريمه فى أحد المحافل  من قبل القيادة المصرية ، على قدر ما عم الحزن على الجميع اثر استشهاد " عم خالد" ولكن أيقن أن مثل تلك الحوادث لابد أن تتصدر صفحات السوشيال ميديا كي يتعلم أطفالنا وشبابنا قيمة الوطن ومعني التضحية من أجل الأخرين ، وأن جميعنا يمكن ان نكون  أبطالا في موقف ما أو يومًا ما مثل هؤلاء الأبطال  الذين نحمل ذكراهم فى قلوبنا، اذا استندنا على مبادئ أدياننا السماوية و استسلمنا لفطرتنا الانسانية ولهُويتنا المصرية الأصيلة .

فاذا رأيت كهلا يحتاج المساعدة ، بادر بمساعدته ، واذا رأيت أمراة أو طفلا مد يد العون لهم ، دعونا لا نستسلم الى عزلة الخوف بسبب السوشيال ميديا والمشاكل الشخصية ، دعونا لا نستسلم الي عزلة وسلبية دخيلة على طبيعة الانسان المصري الذي طالما عُرف بشهامته وأصالته وبسالته .

فمساعدة شخص لا تعرفه تجلب سعادة وارتياح نفسي كبير جدًا وكأنك ترضي فطرتك الانسانية وكأن روحك تتطهر وتوطد علاقتك بالخالق العظيم ، فبداخل كل منّا عم خالد... المصري الجميل فسلام على روح كل الأبطال والشهداء المخلدين فى كتاب الوطن.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب