سينوغرافيا.. قصيدة محمد توفيق لبن في ملتقى بيت الشعر العربي للنص الجديد

يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، وسيقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا..

سينوغرافيا لـ محمد توفيق لبن

عكاز

ماذا لو كنت عكازًا في قبضة كهل ؟!
لنقرَ الأسفلتُ عظامي
ولسع صهدُ الأرضِ قدمي
...انكمش
أشربُ حين يمرُ
في شبرِ ماءٍ وأغرقُ
...أتمدد
وحين يسيلُ ملحُ يديهِ على جسدي
أنزُ حنينًا إلى جذعي المبتور.

بقعة

كبقعةِ زيتٍ على صفحةِ ماءٍ
تحسبها السماء مرآة
وتحسبُها غيمة ظلًا لها
ويحسبها طائرٌ فخَ قناصٍ
وتحسبها سمكةُ شباكَ صيادٍ
وتحسبُها امرأةٌ عاقرٌ دمَ طمثها الذي لم ينقطع شهرًا
وتحسبها أرملةُ شهيدٍ دمَ زوجِها المسفوكَ
كل هذا وأمي تقسم أن البقعة أنا
منذ انزلقتْ قدماي على حافةِ قافيةٍ في بحرِ الشعرِ
أطفو.. أطفو
ولم أعدْ إلى الآن.

هامش

ما أنا سوى هامشٍ على متنِ الحكايةِ
سحابُةٌ في سقفِ الصحارى
تخلت عن دورها
هربًا من أن تُظَللَ الناسَ والعشبَ
تخافُ أن يغربلها الهواءُ
فتسقطَ غيثًا في الأرضِ
ويدهسُ الغرباءُ وحدتها
طينًا عالقًا في حذاءِ العابرين.

حلم

ذات صباحٍ، قال طفلٌ لأبيه :
يا أبتِ إني أفكرُ في اغتيالِ الشمسِ
بأن أرميَها مثلًا بحجرٍ فتسقطَ مغشيًا عليها
وتذوبُ أشعّتها بين الناسِ
أو أنني حين أكبر
وأصبح مسالمًا أكثر
أبسط كفي في وجهها
وأحجبُ ضوءَها عنك
وأنت تحملُ قصعتك الثقيلة
صاعدًا سقالة الموتِ
لتجلب لنا الخبزَ والحياة.

محمد توفيق لبن

محمد توفيق لبن.

شاعر، صدر له، ديوان (نبيٌ لم تؤمنْ به الأيامُ)، ديوان (سيرة المُهمَّشين)، حصل على جوائز أمير شعراء جامعة دمياط فرع الشعر الفصيح عام 2012 / 2013 م، مركز ثاني جمهورية مصر العربية فرع الشعر الفصيح بمهرجان الشعر السنوي عام 2013 م، مركز ثاني جمهورية مصر العربية فرع الشعر الفصيح جائزة مركز طلعت حرب التابع لصندوق التنمية الثقافي عام 2017 م، جائزة النشر في الهيئة العامة للكتاب سلسلة كتابات جديدة عن ديوان (جرذانُ بيتي تمشي على العصا) عام 2023م، فائز بالمركز الثالث على مستوى إقليم شرق الدلتا الثقافي في القصة القصيرة لعام 2024م