آيلة للطيران.. قصيدة روح محمد في ملتقى بيت الشعر العربي للنص الجديد

الإثنين، 05 مايو 2025 07:00 م
آيلة للطيران.. قصيدة روح محمد في ملتقى بيت الشعر العربي للنص الجديد الشاعرة روح محمد وبيت الشعر العربي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، وسيقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا..

بيت الشعر العربي
بيت الشعر العربي

 

(آيِلَةٌ لِلطَّيَرَانِ) لـ روح محمد


.......

وأَنَا
مِئذَنَةٌ آيِلَةٌ لِلطَّيَرَانِ
فَأمسِكْني قَبلَ تَفَتُّحِ أَشرِعَتِي
أَمسِكني..
أَجنِحَتِي تَتَوَثَّبُ لِلإِقلَاعْ

ظَلِّلْني مِن فَوقِي
كَيْ لَا أَتَبَخَّرَ في الرِّيحْ

ثَبِّتْ أَوتَادَكَ مِن تَحتِي
وَاشدُد لِلأَوتَادِ حِبَالي المَفْكُوكَةْ

أَنَا يَا رَجُلي نَازِحَةٌ غَجَرِيَّةْ..
آبِقَةٌ مِن كُتُبِ الأَسرَارْ..
شَارِدَةٌ عَن طَوقِ الأَفكَارْ..
مُوغِلَةٌ في المَاءِ.. وَفي النَّارْ..

صَارِخَةٌ في وَجهِ المَوتِ الأَسوَدِ:
خُذ وَجهَكَ وَاغرُب عَن وَجهِي..
فَأَنَا سَيِّدَةُ الأَلوَانْ..

أنَا مُعجِزَةٌ
وقَعَتْ مِن كَفِّ الأَقدَارِ عَلَى حِجْرِ الوَقتِ
لِذَلِكَ أَبدُو مُتَأَخِّرَةً دَومًا..
ولِذَلِكَ أَيضًا لَا آبَهُ لِلَّزَمَنِ..
ولَا يَعنِينِي أَن أَصِلَ سَرِيعًا..
يَكفِينِي أَن أَصِلَ..
ولَو بَعدَ نِهَايَةِ هَذَا العَالَمْ..

فاحمِلْني يَا آدَمُ..
خُذنِي مِن هَذا البَرِّ إلَى البَرِّ الآخَرِ..
مِن صَمتِ الحِملَانِ إلَى زَمجَرَةِ العَنقَاوَاتْ..

اِحمِلني فِي إِسفَنْجٍ..
أَو في مِجمَرَةٍ..
لا فَرْقَ.. 
سَأُحمَل في كُلِّ الأَحوَالْ..

وسَأَبلُغُ -مَا دَامَ مَكانِي بَينَ يَدَيكَ- مُرادِي
لَاهِثَةً مَحمُومَةْ..

جَهِّز لِأَحَادِيثِ اللَّيلِ نَبِيذًا ومَنَادِيلَ..
وأَشعِلْ حَولَ الخَيْمَةِ نَارًا كيْ لَا يَبرُدَ حُزنِي..

سَأُحَدِّثُكَ طَوِيلًا..
عَن أَرضِ المَنفَى
عَن وَجهِي الضَّائِعِ
عنَ اِسمِي المَخطُوفِ
وَعَن أطفَالِي المَنسُوبِينَ إلى غَيرِي ظُلْمًا
سَأُحَدِّثُكَ عَنِ الوَشمِ النَّازِيِّ عَلَى صَدرِي
عَن سَوطِ الشَّمسِ عَلَى ظَهرِي
عَن سَاقِي المَبتُورَةِ
وذِرَاعِي المَأكُولَةِ
وجَنَاحَيَّ المَنتُوفَينْ

سَأُحَدِّثُكَ عَنِ الجُوعِ الكَافِرِ
وسَأَبكِي بَينَ ذِرَاعَيكَ إلَى أَنْ أَفقِدَ وَعْيِي

حِينَئِذٍ
اِحمِلني كَالغِزلَانِ المُصطَادَةِ..
وادخُل بي كَهفَكْ..

- اِضبِطْ إِيقَاعَ المَشهَدِ..
لَا أَسرَعَ..  لَا أَبطَأَ -

أَنزِلْنِي أَرضًا..
وَأَزِحْ شَعرِي عَن وَجهِي..
اِخلَعْ فَروَكَ..
اِشحَذْ نَصْلِكَ..
وَاغرِسْهُ مُبَاشَرَةً في قَلبِي..
ثُمَّ ارفَع كَأسَكَ..
وَاشرَبْ نَخبَ وُقُوعِي فِي حُبِّكْ..

أَنصِتْ..
أنصِتْ..
زَفَرَاتِي المُتَلَاحِقَةُ تُنَبِّئُ أَنَّ الخَطَرَ قَرِيبٌ
لَا ضَيرَ مِنَ الاِستِعدَادِ بِكَأْسٍ أُخرَى
اِشرَبْ.. وَاقلِبْ كَأسَكَ فَوقِي
الكَأسُ الشَّفَّافَةُ تَسمَح بِمُرُورِ الضَّوءِ وَأَشيَاءٍ أُخرَى
اِشرَب يَا حَارِسَ نَزوَتِيَ المَجنُونَةِ
وَاحذَرْ
فَأنَا حِينَ أُجَنُّ أَصِيرُ مُهَذَّبَةً جِدًّا
وعَدِيمُ الخِبرَةِ لَا يُدرِكُ مَا بَينَ جُنُونِي وهُدُوئِي مِن فَرقٍ..

اِشرَبْ..
وَاصمُتْ..
اُصمُت..
اُصمُت أَكثَرَ..
وأَطِلْ صَمتَكَ حَتَّى يَتَفَجَّرَ صَبرِي..
ثُمَّ .. تَكَلَّمْ..

أَخبِرنِي عَن أُحجِيَةِ الوَقتِ..
- الوِقتِ الآخَرِ، لَا هَذَا الوَقتْ -

أخبِرنِي عَن حُلْمٍ
كَانَ يُسَاوِرُكَ طَوَالَ الخَوفْ..
أَو عَن خَوفٍ
كَانَ يُسَاوِرُكَ طَوالَ الحُلْمْ..!

أَخبِرنِي عَن رَجفَةِ خُطُوَاتِكَ
حينَ دَلَفْتَ إلى دَيرِ الرُّهبَانْ..

عنْ رَبكَةِ أَنفَاسِكَ
حينَ جَلسْتَ جِوارَ البِنتِ الحُورِيَّةِ
ذاتِ الفُستَانِ اللَّبَنِيْ..
تَحكِي عَن قَيسٍ والتِّنِّينِ، ولُبْنَى والمَارِدْ..

عَن رِعشَةِ شَفَتَيكَ وأنتَ تُفَكِّرُ في شَفَتَيهَا..
ثُم تُشِيحُ بِوجهِكَ
وتُؤَجِّل مِيقاتَ القُبلَةِ حتَّى تَكبَرَ..
وتَصيرَ غدَائِرُها غَابَاتٍ
وشَوَاطِئَ
وبِحَارْ

أخبِرنِي..
شَيئًا..  شيئَا..
ارفَع صَوتَكَ..
وانظُر في عَينَيَّ شَدِيدًا..
اِقبِض بِأَصَابِعِكَ عَلى كَفِّي..
أَمسِكنِي جِدًّا..
فَأنَا مِئذَنَةٌ آيِلَةٌ لِلطَّيَرَانْ

أَمسِكنِي..
أَوْ..
كُن أَجنِحَتِي..
وتَبَخَّرْ فِي الرِّيحِ مَعِي..

هَذَا العَالَمُ لَا يُشبِهُنَا يَا رَجُلي..
لَا يُشبِهُنَا..

روح محمد
روح محمد

روح محمد

شاعرة مصرية من الإسكندرية، حاصلة على ليسانس اللغة العربية من جامعة الأزهر، باحثة ماجستير بقسم الأدب والنقد، مهتمة بالأدب التركي، ولها بعض الترجمات، شاركت في عدد من الفعاليات الشعرية داخل مصر.
لها عدة روايات ودواوين وكتب نثرية تحت الطبع.
صدر لها:
1- امْرَأَةٌ في جُبَّةِ الحَلَّاج ( شعر)، عن ميتابوك للطبع والنشر.
2- بِنْتُ الحَلَوَانِي ( شعر)، عن ميتابوك للطبع والنشر.
3- قَالَ أَبِي العِفريت ( شعر)، عن ميتابوك للطبع والنشر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة