دندراوى الهوارى

غارات أمريكا ضد الحوثيين من أجل حماية إسرائيل.. أما قناة السويس فلها شعب يحميها!

الثلاثاء، 06 مايو 2025 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعيدا عن لغة الدبلوماسية والكياسة السياسية، المشهد الدولى مُلبد بالغيوم السوداء القاتمة، والمنذرة بعواقب وخيمة من سيول جارفة لدول، منذ قدوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وفريقه المتشابه إلى حد التطابق فى الأفكار والرؤى، وكأنهم خرجوا من مشيمة موحدة، على شكل توائم، إلى سدة الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية، ودشنوا لسياسة عنيفة إلى حد التوحش، تتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية، والمبادئ التى حاول العالم تدشينها للانتقال من حالة الحروب والأطماع الاستعمارية فى مقدرات الدول إلى السلام والأمن والاستقرار والازدهار.

ترامب وفريقه المتشابه تشابه التوائم شكلا وموضوعا، لديهم نهم وشراهة فى تنفيذ كل ما يخطر على بالهم لتحقيق هدف واحد فقط، كيف يحصلون على المغانم، بالترغيب والتهديد والوعيد، تحت شعار «عقد الصفقات» لذلك وبكل سهولة ويسر، يهدد كندا الدولة ذات السيادة والمساحة الأكبر من الولايات المتحدة الأمريكية، بضمها لبلاده لتصبح الولاية رقم 51 مع التهديد بضم جرينلاند وغزة.

ترامب، وفريقه التوائم، لا يضع فى اعتباره مبادئ سيادة الدول، ومقدرات شعوبها، وأن كل أهدافه تتمحور فقط فى انتهاج «سياسة الابتزاز» وأن كل دولة أو كيان تمتلك مقومات، معادن كانت أو صناعة وتجارة وتحقق مكاسب كبيرة، إلا ويمد عينيه ويحاول السطو عليها بالتهديد والوعيد، حتى الممرات المائية لم تخطئها عيناه، وهدد بالاستيلاء على قناة بنما، تحت زعم الحقوق التاريخية، متناسيا أن الحقوق التاريخية لا تنصف بلاده، فقد تأسست الولايات المتحدة الأمريكية على أشلاء شعب عريق، الهنود الحمر، واستولوا على أراضيهم وأسسوا دولتهم التى لا يتجاوز عمرها 250 عاما.

ربما يرى البعض من الخبراء والمراقبين أن ترامب منفذ شرس لسياسة بلاده القائمة على الابتزاز والأطماع فى ثروات الغير، ولن يتحقق ذلك إلا باستعراض عضلات القوة، لذلك ميزانية الجيش الأمريكى أضعافا مضاعفة عن أقرب منافسيها، الجيش الصينى، وأن قواعدها منتشرة فى معظم دول العالم، وأن أبرز صناعتها هى «التسليح» وكل ما يتعلق بها.

الحجة والمبرر الذى يسوقه البيت الأبيض، ممثلا فى ترامب وفريقه التوائم، لشن غارت جوية على الحوثيين فى اليمن، أنه حماية للملاحة البحرية، هو سبب وهمى، والحقيقة أن السبب الرئيسى قطع أيادى وأذرع الحوثيين لمنع إطلاق صواريخ تجاه الكيان الإسرائيلى المحتل.

ترامب وفريقه يمارسون سياسة مثيرة للحنق، فبينما يدعمون إسرائيل دعما مطلقا ويُباركون ارتكابها مجازر بشرية لا مثيل لها فى التاريخ الحديث أو المعاصر، يحاولون أيضا دحر كل أعداء تل أبيب بأموال الضحايا، الذين يتأثرون تأثيرا سلبيا مباشرا من عربدة هذا الكيان!

قناة السويس، مصرية خالصة، فكرة وحفرا وإنفاقا، وسيادة، ومدعمة باتفاقيات دولية تقر سيادة مصر عليها دون منازعة، فاتفاقية القسطنطينية، التى أُقرت فى أكتوبر 1888 اعترفت بالسيادة الكاملة لمصر على القناة مع الإقرار بحرية الملاحة لجميع السفن، أيا كانت جنسيتها، مقابل رسوم دون استثناءات لأحد.

وبما أن قناة السويس خاضعة للسيادة المصرية، فإن لها شعب يحميها بدمه وأرواحه، ولا نحتاج أو نطلب حماية أحد، تحت ذرائع وحجج واهية مفضوحة.
أمريكا تلجأ فى حماية الملاحة البحرية- كما تزعم- إلى سياسة وضع العربة أمام الحصان، أو ما يسمى سياسة الهروب إلى الأمام، فبدلا من خوض حروب القتل والخراب والدمار فى اليمن، وفى غزة وفى قلب طهران وجنوب لبنان وسوريا، دفاعا عن إسرائيل، يمكن توفير هذا الجهد، وإطفاء الحرائق المشتعلة فى المنطقة، بالبحث عن حل عادل  للقضية الفلسطينية، وإقامة الدولتين.

هذا الحل سهل وكُلفته يسيرة، جهدا ومالا وحفاظا لأرواح الشعوب وأمنهم واستقرارهم، والحفاظ على السلم والأمن العالميين.
قناة السويس تمثل للمصريين كل الخطوط الحمراء بتدرجاتها، تُقدم الأرواح والدماء المقدسة للدفاع عنها وعن كل حبة رمل من رمال أرض الكنانة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة