قصة السينما فى مصر.. من أول ممثل فى السينما المصرية؟

السبت، 31 مايو 2025 09:00 م
قصة السينما فى مصر.. من أول ممثل فى السينما المصرية؟ السينما المصرية

أحمد إبراهيم الشريف

السينما في مصر لها تاريخ طويل، وشهد الربع الأول من القرن العشرين خطوات مهمة في ذلك الفن، وهو ما رصده كتاب "قصة السينما في مصر" لـ سعد الدين توفيق والذي صدر عن دار الهلال 1969، ومما توقفت عنده في الكتاب الحديث عن أول ممثل مصري في السينما.

يقول الكتاب

كانت مصر من أول بلاد العالم التى عرفت السينما، إذ إن أول عرض سينمائى تجارى فى العالم كان فى 28 ديسمبر 1895 فى الصالون الهندى بالمقهى الكبير جران کافیه، فى شارع كابوسين فى باريس، بينما تم أول عرض سينمائى فى بلادنا بعد ذلك بأسبوع واحد أى فى أوائل يناير 1896 فى مقهى زوانى بالإسكندرية، أما أول عرض بالقاهرة فكان فى 28 يناير 1996 فى سينما سانتى بالقرب من فندق شبرد القديم.

قصة السينما في مصر
قصة السينما في مصر

وفى أوائل القرن العشرين ظهرت أفلام مصرية إخبارية قصيرة صورها أجانب فى بلادنا، أما أول أفلام روائية فلم تظهر إلا فى سنة 1917، أنتجتها الشركة السينمائية الإيطالية المصرية، وكانت شركة إيطالية قامت بتصوير فيلمين قصيرين هما، شرف البدوى، والأزهار المميتة، وقد عرض الفيلمان بسينما شانتكلير بالإسكندرية ولم يحققا نجاحًا يذكر لرداءة مستواهما الفني، وقد اشترك محمد كريم فى تمثيل الفيلمين، وبعد أن أفلست الشركة سافر محمد كريم إلى إيطاليا وبعدها إلى ألمانيا لدراسة هذا الفن الذى أحبه والذى قرر ان يكرس حياته له.

أول ممثل سينما

وفى سنة 1918  قام مصور إيطالى اسمه لا ريتشى، بإخراج فيلم فکاهی قصیر اسمه "مدام لوريتا" قام ببطولته فوزى الجزايرلى، وابنته إحسان الجزايرلى مع عدد من ممثلى فرقة الجزايرلى التى كانت تعمل وقتئذ على مسرح دار السلام، بحى سيدنا الحسين، وكان هذا المسرح يواجه سينما الكلوب الحسينى. وكان يملك المسرح والسينما الحاج عبد الرحمن صالحين.

وقصة الفيلم مأخوذة عن مسرحية فكاهية كانت تقدمها فرقة الجزايرلى، وقد صورت كل مناظر الفيلم فى الشوارع لأنه لم تكن هناك فى ذلك الوقت ستوديوهات سينمائية بالقاهرة.

وعرض الفيلم فى سينما الكلوب الحسينى، ولكن هذه التجربة لم تكن ناجحة، فقد كان الفيلم صامتا، ولهذا لم يجد فوزى الجزايرلى نفسه فى هذا الفيلم، إنه كان على المسرح يعبر عن نفسه بالحوار والنكتة اللفظية، أما الفيلم فلم يعطه هذه الفرصة، ولذلك لم يكرر فوزى الجزايرلى هذه التجربة إلا بعد أن نطقت السينما المصرية، ولم يثر الفيلم اهتمام الصحف وقتذاك إلا أن التاريخ سجل أنه قدم للسينما فى بلادنا أول ممثل سینمائى مصرى، وهو فوزى الجزايرلى.

فوزي الجزايرلي
فوزي الجزايرلي


وقام لا ريتشى بعد ذلك بتصوير فيلمين فكاهيين قصيرين آخرين أولهما هو "الخالة الامريكانية" الذى اشترك فى تمثيله على الكسار وأمين صدقى والفريد حداد وهو مأخوذ عن مسرحية أجنبية اسمها العمة شارلى، وقد عرض هذا الفيلم فى سينما راديوم. مكان مسرح ريتس. وقد ذكر الاستاذ احمد بدرخان فى مقال نشره بمجلة الصباح فى 3 يونيو 1932أن هذا الفيلم أخرجه إيطالى اسمه بونفیلی أما الفيلم الثانى فهو، خاتم سليمان، الذى قام ببطولته الممثلان المسرحيان فوزى منيب وجبران نعوم وقد نشرت بعض المصادر أن الفيلم قد عرض باسم الخاتم السحرى، وأنه عرض فى سنة 1922.
وذكر السيد حسن جمعة فى كتابه، عاصرت السينما عشرين عاما، ان الفيلم عرض باسم خاتم الملك.

وفى سنة 1923  قام محمد بیومی بنشاط سینمائی فى الإسكندرية، وكان قد أمضى بضع سنوات فى ألمانيا تعلم خلالها التصوير السينمائى وانشأ فى الاسكندرية ستوديو للسينما استعدادا لإنتاج أفلام فيه. وكان فيلمه الأول هو "الباشكاتب" الذى قام ببطولته الممثل المسرحى امين عطالله مع بشارة واكيم وعلى طبنجات وأديل ليفى، وكان فيلما قصيرا يستغرق عرضه ثلاثين دقيقة، وبلغت نفقات إنتاجه مائة جنيه، وقام محمد بيومى بإنتاجه وإخراجه وتصويره.

واستعد بعد ذلك لإنتاج سلسلة من الأفلام الفكاهية القصيرة على غرار أفلام شارلى شابلن تظهر فيها شخصية واحدة هى المعلم برسوم، ويروى كل فيلم منها مغامرة من مغامرات المعلم برسوم هذا، وكان أول فيلم من هذه السلسلة يجعل اسم المعلم برسوم يبحث عن وظيفة، واشترك فى تمثيله بشارة واكيم وفردوس حسن وفيكتوريا كوهين وعبد الحميد زكى. وفى أثناء تصوير الفيلم توفى ابن محمد بيومى وكان يقوم بدور طفل في هذا الفيلم. فأوقف محمد بيومى العمل فى الفيلم، ولم يشأ أن يستمر فى تحقيق مشروعه.

وبعد بضعة أشهر قام بمحاولة أخرى لانتاج فيلم قصير اسمه: الخطيب نمرة 13، ولكن حظه لم يكن أحسن من سابقه. وهنا لجأ محمد بيومى الى اعداد مشروع اخر هو اصدار أول جريدة سينمائية مصرية أطلق عليها اسم جريدة آمون إلا أنه لم لم يستطع أن يقنع أصحاب دور العرض - وهم أجانب - بتقديم هذه الجريدة المصرية فى وانتهى به الأمر إلى بيع اأجهزته ومعامل التحميض والطبع لشركة مصر للتمثيل والسينما التى انشأها بنك مصر فى سنة 1925، وعمل بيومى فى هذه الشركة بضعة اشهر ثم تركها وعاد الى الاسكندرية. 

وفى سنة 1923 قام المصور الإيطالى الفيزی أور فانللى بتصوير فيلم قصير قام بتمثيله عدد من هواة السينما المصريين والأجانب، وأخرج الفيلم رينيه تابوريه الذى كان مديرًا لمكتب شركة مترو بالاسكندرية، ولكنها لم تكن محاولة موفقة نظرًا لعدم دراية المشتركين فيها بفن السينما إلى درجة تمكنهم من تقديم عمل فنى ناجح.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة