دندراوى الهوارى

«الاستقرار التوعوى».. شفرة المصريين المبهرة فى تحمل الصعاب للحفاظ على بلدهم

الثلاثاء، 27 مايو 2025 12:00 م


لنعترف بأن الشعب المصرى صاحب شفرة خاصة به، تسمى أحيانا بالثالوث المقدس «الأرض، الشعب، الجيش»، أو عقيدة أن الأرض عرض وشرف، وأن الجيش عمود الخيمة، وقد فند عدد من الباحثين البارزين فى العلوم الاجتماعية، الشفرة أو الثالوث المقدس، معتبرين أن «الأرض» هى رمز الخير والنماء، والحياة الكريمة للمصريين «الشعب»، وأن الأمن والأمان والاستقرار يتمثل فى «الجيش» القادر على حماية هذه الأرض، وأن السلطة المركزية معنية بإدارة الأمر، لاستقرار المجتمع.

لذلك فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى لقائه أمس مع وفد رجال الأعمال الأمريكيين المشاركين فى المنتدى الاقتصادى المصرى الأمريكى المنعقد بالقاهرة، والذى ترأسه «سوزان كلارك»، رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، و«جون كريسمان»، رئيس مجلس الأعمال الأمريكى المصرى ورئيس شركة «أباتشى»، أكد أن ما تتمتع به مصر من استقرار سياسى، واستقرار مجتمعى «توعوى»، بطله الشعب المصرى، ووعيه وصلابته فى تحمل الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة القاسية التى طبقت تحقيقا للصالح العام، وفى ظل الظروف الجيوسياسية الصعبة التى تمر بها المنطقة وما ترتب عليها من تداعيات.

الرئيس عبدالفتاح السيسى، وضع يده على الشفرة الحقيقية للمصريين، ودشن مصطلح مبهر «الاستقرار التوعوى» واستنبطه من الوعى الكبير للمصريين الذين يدركون حجم المخاطر فى المنطقة وما ترتب عليها من تداعيات، وأن المصريين أثبتوا قدرة على التحمل والصلابة فى مواجهة التحديات والحفاظ على أمن واستقرار البلاد.

«الاستقرار التوعوى» يأتى على قمة هرم الاستقرار، كونه مبنى على وعى وفهم حقيقى بما يحيط بمصر من مخاطر جسيمة، فيكفى نظرة واحدة على المحاور الاستراتيجية المحيطة، تكتشف النيران المشتعلة، شمالا وجنوبا وغربا، بجانب البراكين المتفجرة فى غزة وسوريا وليبيا واليمن والسودان والبحر الأحمر، وتأثيراتها بالغة السوء على الاقتصاد بشكل عام.

لذلك لا خوف على وطن يمتلك ثالوثا مقدسا، وتعد نعمة منحتها الأقدار على مصر، بأن أراضيها مقدسة، وشعبها يقف ما بين الأرض والجيش، شامخا بأن أرضه لا يمكن أن يدنسها عدو محتل، وأنه يقف خلف الجيش، ويعلم مقداره وتاريخه المنقوش على جبين الزمن، ومحفور على جدران المعابد والمقابر، تسرد بطولاته، داخل البلاد وخارجها، وأن أول شاهد أثرى يعود للأسرة الفرعونية الأولى، كانت صلاية نعرمر، تسجل جيش مصر يقوده الملك مينا، وهو يقهر الأعداء، ويعيد توحيد البلاد.

نعم، التاريخ القديم والحديث والمعاصر، ملىء بالقصص والعظات عن دور الشعب المصرى، ومنسوبه المرتفع من الوعى، وعشق لوطنه وترابه، واعتبار أن الجيش منه، وله قدسية خاصة ودعم مطلق، كونه حامى حمى مقدراته، ومدافعا بالأرواح والدماء عن العرض والشرف، بالإضافة إلى العظة من الجيوش التى تفككت وكانت مصير بلادها التفكك والتشرذم وتكالب الأمم عليها، واُستبيح أمنها، وانهار استقرارها، وانزلقت أقدامها فى مستنقعات الفوضى، والقتل والتخريب والدمار، وساد الخوف والرعب شعوبها، ولم تقو على البقاء، وفر الملايين منها فى دروب الصحارى وعبر ركوب البحار، بحثا عن اللجوء للدول المجاورة، فكان المصير سيئا، منهم من لقى حتفه، ومنهم من عاش ذليلا كسيرا محطما فى مخيمات اللاجئين.

التاريخ يؤكد على وعى الشعب المصرى فى كل العصور وقدرته على الفرز والتقييم، ربما أن مشيمته واحدة، ونسيجه قوى ومتماسك، وتجده متوحدا متماسكا أمام الملمات والتحديات، ويعى المخاطر وحجمها وتأثيرها السيئ على الاقتصاد، ويُعلى من أهمية الجيش القوى فى الدفاع عن الوطن، وصيانة الأمن القومى بمفهومه الشامل، واعتباره عمود خيمة البلاد.

انطلاقا من ذلك تعى القيادة الحالية عظمة الشعب المصرى، وقوة تحمله وصلابته فى مواجهة التحديات، وتقدر أيما تقدير هذه التضحيات، ولا تترك مناسبة إلا وتسجل هذا الاعتراف بكل الاحترام والتقدير لهذا الشعب العظيم.
وستبقى شفرة المصريين الخاصة، أو قل عنها الثالوث المقدس «الأرض، الشعب، الجيش» عنوان قوة وأمن وأمان واستقرار مصر، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب