ملايين السوريين فى خطر.. جفاف كارثى يهدد الأمن الغذائى والزراعة

تشهد سوريا واحدة من أشد موجات الجفاف التى ضربت البلاد منذ عقود، ما أدى إلى تصدعات واضحة فى الأراضى الزراعية وانحسار ملحوظ فى مصادر المياه، بما فى ذلك العيون والآبار.

يأتى هذا التحدى فى وقت تحاول فيه سوريا التعافى من سنوات من الصراع والعزلة الإقليمية والدولية، لتجد نفسها الآن فى مواجهة أزمة مناخية تهدد حياة الملايين وسبل معيشتهم.

وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "ملايين السوريين فى خطر.. جفاف كارثى يهدد الأمن الغذائى والزراعة"، وبحسب وزارة الزراعة السورية، تعانى العاصمة دمشق من أزمة مائية خانقة، حيث تراجع تدفق نبع عين الفيجة – المصدر الرئيسى لمياه الشرب فى المدينة – إلى أدنى مستوياته منذ عام 1900.

وانخفضت كمية المياه المتدفقة من حوالى 15 مترًا مكعبًا فى الثانية إلى ما يقارب 2 متر مكعب فقط، مما ينذر بتفاقم أزمة المياه فى واحدة من أكثر الفترات جفافًا فى تاريخ البلاد الحديث.

أثر الجفاف بشكل مباشر على القطاع الزراعى، خاصة مزارعى القمح الذين أعلنوا فشل محاصيلهم هذا العام، وتُقدر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) نقصًا فى إنتاج القمح بحوالى 2.7 مليون طن، وهو ما يكفى عادةً لإطعام أكثر من 16 مليون شخص لمدة عام.

وتأتى هذه الأزمة لتضيف عبئًا جديدًا على قطاع أنهكته الحرب والتدمير خلال أكثر من 13 عامًا، وفى شمال ريف حلب، يواجه المزارعون معاناة شديدة نتيجة انعدام الأمطار وتأخرها عن الموسم المعتاد، حيث لم تنبت الأرض شيئًا رغم شهور من الانتظار والعمل. يقول أحد المزارعين: "ما فى موسم، الأرض ما أعطت شي".

وسط هذه الظروف القاسية، يعلق السوريون آمالهم على تخفيف العقوبات الاقتصادية وتدفق المساعدات الإنسانية لإنقاذهم من شبح الجوع والعطش.