تنظم لجنة الفنون التشكيلية والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور هابي حسني، ندوة "لقاء المئوية" وذلك بمناسبة مرور مائة عام على مولد الفنانين الرائدين: حامد ندا وعبد الهادي الجزار، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 20 مايو 2025؛ في تمام السابعة مساءً بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس.
يقدم الندوة الفنان الدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة وعضو اللجنة، وتدير الندوة الفنانة التشكيلية والناقدة سوزان شكري، ويتحدث بها الفنان الدكتور رضا عبد السلام أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة.
حامد ندا
ولد حامد ندا في حي الخليفة بجوار القلعة في القاهرة، وتأثر في طفولته بعمق بالحياة اليومية في منطقتي الخليفة والسيدة زينب، كان في بداية الأربعينيات طالباً في مدرسة الحلمية الثانوية "ثم مدرسة فاروق الأول" حيث نشأ لديه اهتمام بالفن وعلم النفس والفلسفة، التقى في تلك الآونة الرسام وعالم التربية حسين يوسف أمين "1904 ـ 1984" الذي كان يدرس الرسم في المدارس الثانوية، كان أمين نبذ المنهج الأكاديمي المتبع في مدرسة الفنون الجميلة في القاهرة وتبنى نهجاً جديداً في التربية الفنية يقوم على التطوّر الفردي وحرية التعبير لطلابه.
صورت أعماله بدءًا من الخمسينيات مشاهد داخلية في منازل الأسر الشعبية الفقيرة تعبّر عن دواخل الاستسلام البشري والركون إلى القضاء والقدر، وكرموز للروح البشرية، استخدم تكراراً القطط والمصابيح والكراسي بصورة مجازية في لوحاته، وخلال الستينيات وبعد أن درس عن قرب فنون مصر القديمة عندما كان مقيماً فى مرسم الأقصر، بدأت أعماله تتجلى في مساحات ثنائية الأبعاد تحفل بالشخصيات البشرية المنمنمة وغير متناسقة الأشكال.
تولدت عنه تجربة "جماعة الفن المعاصر" التي انضم إليها العديد من تلامذته مثل حامد ندا وعبد الهادي الجزار وإبراهيم مسعودة وماهر رائف وكمال يوسف وسالم الحبشي وسمير رافع ومحمود خليل، أقامت الجماعة معرضها الأول في مايو 1946 في الليسيه الفرنسي بالقاهرة، وعرضت حوالي 200 لوحة يصوّر معظمها الحياة الشعبية في مصر وتتناول القضايا الاجتماعية.
عبد الهادي الجزار
الفنان عبد الهادي الجزار من رواد الحركة الفنية التشكيلية، فعلي الرغم من أن حياته المهنية القصيرة بغزارة إنتاجه، ليكون من أهم الفنانين المصريين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أثّر تعليمه في مصر وفي الخارج بشدة على فنه وكيفية تطوره على مر عقدين من الزمن.
واستخدم الجزار أسلوبا خاصا للموضوعات التقليدية والصوفية، أطلق عليها الناقد الفني صبحي الشاروني تسمية "الأساطير الشعبية"، بنمط تشخيصي واضح يؤكد على "الهوية المصرية" مع حس اجتماعي تجلى بالاهتمام بالفقراء والمهمشين، وعرض الجزار في 1952 و1956 و1960 أعماله في بينالي البندقية كفنان من مصر.