تغير المناخ يعصف بأمريكا الجنوبية.. موجة حر تجتاح البرازيل مع درجة حرارة تتجاوز الـ60.. بيرو تعلن الطوارئ مع زيادة الحرارة.. ارتفاع عدد ضحايا الأمطار فى بوليفيا لـ55 شخصا.. وفنزويلا تفقد آخر أنهارها الجليدية

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 03:00 ص
تغير المناخ يعصف بأمريكا الجنوبية.. موجة حر تجتاح البرازيل مع درجة حرارة تتجاوز الـ60.. بيرو تعلن الطوارئ مع زيادة الحرارة.. ارتفاع عدد ضحايا الأمطار فى بوليفيا لـ55 شخصا.. وفنزويلا تفقد آخر أنهارها الجليدية موجة حر
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعانى أمريكا الجنوبية من العديد من التغيرات المناخية التى أصبحت تهددها بشكل مباشر، وتزداد تهديدات تغير المناخ لدول القارة اللاتينية فى عام 2025، مع وصول ظاهرة النينيا، والتى تسببت فى فيضانات مدمرة فى البرازيل وبوليفيا، مع استمرار تأثيرها حتى بداية الصيف.

تشهد البرازيل موجة حر شديدة، حيث تجاوزت درجات الحرارة الـ 60 درجة مئوية، وما يثير القلق هو تأثير أزمة المناخ فى تعميق نقاط الضعف الاجتماعية حيث أن الأحياء الفقيرة أصبحت تعانى من حرارة غير عادية فى الوقت الذى يفتقرون فيه إلى وسائل تخفيف الحرارة مثل المراوح أو التكيفات.

ووفقا لتقرير نشرته بوابة أو جلوبو البرازيلية، فإن الفوارق فى درجات الحرارة بين الأحياء الفقيرة والمناطق الأكثر تطوراً فى ريو قد تصل إلى 8 درجات مئوية، وترتبط هذه الفجوة بشكل مباشر بالظروف الحضرية السيئة، ونقص الغطاء النباتى، وتركيز المساكن غير المخطط لها، واستخدام المواد التى تحتفظ بالحرارة مثل الصفائح المعدنية والأسمنت.

ومن بين الحالات الأكثر تطرفاً منطقة كومبليكسو دا مارى، إحدى أكبر الأحياء الفقيرة فى المدينة، حيث يعيش نحو 140 ألف شخص فى أقل من 4 كيلومترات مربعة، هناك، فى حين وصلت درجة الحرارة الرسمية فى ريو إلى 44 درجة مئوية فى منتصف مارس ــ وهو أعلى مستوى منذ عقد من الزمان، وفقا لنظام التنبيه فى المدينة ــ وصلت درجة حرارة الرياح فى الأحياء الفقيرة إلى 60 درجة مئوية، مما خلق ظروفا عالية الخطورة على صحة السكان.
وكانت شهدت البرازيل موجة حر شديدة فى مارس الماضى، وأعلنت عدد من الولايات الرئيسية حالة التأهب وهى ريو دى جانيرو، وريو جراندى دو سول، وميناس جيرايس، وباهيا، وبيرنامبوكو، وبياوى.

ونتيجة لهذا الوضع، أمرت السلطات فى ريو جراندى دو سول بتعليق الدراسة بسبب نقص البنية التحتية والموارد اللازمة للمناورة فى هذه الجبهة الدافئة فى الفصول الدراسية.

كما هو الحال فى بيرو، حيث أعلنت هيئة الأرصاد الجوية فى بيرو سينامهى، الطوارئ لارتفاع فى درجات الحرارة لم تشهدها منذ 1960، وأثرت درجات الحرارة المرتفعة على مناطق مختلفة من البلاد، بما فى ذلك الساحل والجبال والغابات، مما أثار المخاوف بشأن الطقس خلال هذا التغيير من الموسم.

كان يورى إسكجاديلو، المتخصص فى التنبؤ بالمناخ فى سينامهى، هو من أصدر هذه البيانات المثيرة للقلق. وفى مقابلة على قناة N، أوضح إسكاخاديلو أن إحدى القضايا الأكثر خطورة كانت ارتفاع درجات الحرارة فى منطقة الأمازون.

وفى كونتامانا، لوريتو، وصلت درجات الحرارة إلى 37.8 درجة مئوية، وهو رقم مفاجئ بالنظر إلى أن متوسط درجة الحرارة لشهر مارس فى تلك المنطقة عادة ما يكون 31.3 درجة مئوية. كانت هذه الزيادة البالغة 6.5 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعى هى الأعلى فى التاريخ الحديث.

وفى بوليفيا، قال نائب وزير الدفاع المدنى خوان كارلوس كالفيمونتيس أن أكثر من 590 ألف أسرة فى 232 بلدية تأثرت بالفيضانات، فى حين تم إعلان خمس مقاطعات فى حالة الطوارئ والكوارث.
يعد الوضع خطيرا بشكل خاص فى مقاطعات لاباز وسانتا كروز وبينى وأورورو وتشوكيساكا، حيث تسببت الأمطار فى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية أدت إلى غمر مجتمعات بأكملها بالمياه، وتعد الأرقام مثيرة للقلق: فقد تأثر 6,174 مجتمعًا، وعانت 419,628 أسرة من العواقب غير المباشرة للفيضانات، وتأثرت 170,901 أسرة بشكل مباشر.

وبالإضافة إلى ذلك، تم تدمير 1204 منازل بالكامل، مما أدى إلى إجلاء 103 أسرة فى لاباز وسانتا كروز وبوتوسى. وتتجلى خطورة الوضع فى عدد الضحايا: فحتى الآن تم الإبلاغ عن 55 حالة وفاة وثمانية مفقودين.

وتهدف حالة الطوارئ الوطنية التى أعلنتها الحكومة البوليفية إلى تعبئة الموارد لمساعدة المناطق المتضررة. وتظل حالات الطوارئ سارية المفعول فى معظم أنحاء البلاد، مع صدور تنبيهات باللون الأحمر فى 78 بلدية وتنبيهات باللون البرتقالى فى 236 بلدية، مما يشير إلى أن الأمطار ستستمر فى تشكيل تهديد طوال شهر أبريل.

وأعلنت حكومة الرئيس لويس آرسى عن خطط لتأمين الموارد الخارجية وتعبئة المساعدات للمناطق الأكثر تضررا. وفى الوقت نفسه، يواجه الشعب البوليفى مستقبلاً غير مؤكد، ويأمل فى أن تتوقف الأمطار قريباً وتبدأ عملية إعادة الإعمار.

وكان تأثير تغير المناخ كبيرا فى فنزويلا، حيث فقدت البلاد آخر أنهارها الجليدية، بعد اختفاء نهر هومبولت، لتصبح ثانى دولة فى العالم تدخل رسميا عصر ما بعد الجليد، وهو حدث يجعل المنطقة تواجه مرآة تغير المناخ وعواقبه التى لا يمكن إصلاحها، ماذا يعنى هذا بالنسبة لجبال الأنديز والمناخ والمياه؟.

وأشارت صحيفة التيمبو إلى أن فنزويلا لم تعد تمتلك أنهاراً جليدية، ويجعل اختفاء نهر هومبولت الجليدى، الذى أكدته وكالة ناسا والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، البلاد ثانى دولة فى العالم تفقد كل أنهارها الجليدية. أن هذا الحدث لا يمثل خسارة بيئية فحسب، بل يمثل أيضا نقطة تحول للمنطقة فى مواجهة التأثيرات المتسارعة لتغير المناخ.

ويقع نهر هومبولت الجليدى فى سييرا نيفادا فى ميريدا، وقد قاوم الانهيارات الجليدية لعقود من الزمن بفضل ارتفاعه وموقعه الاستراتيجى على منحدر بالقرب من بيكو بوليفار، أعلى نقطة فى البلاد، وعلى الرغم من قربها من خط الاستواء، فإن موقعها سمح لها بالبقاء لفترة أطول من الأنهار الجليدية الاستوائية الأخرى. فى عام 1910 كانت مساحتها 3 كيلومترات مربعة. وفى عام 2015، انخفضت مساحتها إلى 0.1 كيلومتر مربع، وبحلول عام 2024، كشفت صور الأقمار الصناعية عن 0.01 كيلومتر مربع فقط: انقراضها كان لا رجعة فيه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة