من الكلمات التي نستخدمها كثيرا كلمة "ملة" ونعرف أن لها علاقة بالدين، لكن لا نعرف على وجه التحديد أبعاد هذه المعنى.. لذا سنقرأ معًا عن هذه الكلمة في اللغة وفي الاصطلاح.
الملة لغويًّا هي الشريعة والمذهب، وفي الاصطلاح هي "الدين حقًا كان أو باطلًا، فمن إطلاقها عليهما قول يوسف عليه السلام: إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ* وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ.. {يوسف:37-38}.
وجاء في لسان العرب: الملة الشريعة والدين، وفي الحديث لا يتوارث أهل ملتين، ومن الفروق بين الملة والدين ما بينه المناوي نقلاً عن الراغب، قال في التعاريف: والفرق بينها وبين الدين أن الملة لا تضاف إلا للنبي الذي تستند إليه، ولا تكاد توجد مضافة إلى الله تعالى، ولا إلى آحاد الأمة، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها.
وتقول رسالة علمية بعنوان "كتاب الأديان والمذاهب" وموجودة على "المكتبة الشاملة" ولم أتوصل لاسم المؤلف:
الفرق بين الملة والنحلة
اعلم أن الملة لغة كما يقول صاحب (القاموس): "الملة بالكسر هي الشريعة أو الدين"، ويقول الزمخشري في (أساس البلاغة): "ومن المجاز في استعمال الملة بمعنى الطريقة المسلوكة، ومنها ملة إبراهيم حنيفًا"، وعليه فالفرق بين الدين والملة: أن الدين ما يكون عليه كل واحد من أهل الملة الواحدة، وأن الملة اسم لجملة الشرائع.
ثم بيَّن الراغب الأصفهاني الفرق بين الملة والدين فقال: "والفرق بين الملة والدين أن الملة لا تضاف إلا إلى النبي -عليه السلام- التي تستند إليه نحو {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (آل عمران: ٩٥) {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي} (يوسف: ٣٨) ولا تكاد توجد مضافة إلى الله، ولا إلى آحاد أمة النبي -صلى الله عليه وسلم، ولا يستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها، فلا يقال ملة الله، ولا يقال ملتي، كما يقال دين الله وديني، ولا يقال للصلاة ملة الله، فالملة تُضاف إلى من أضيف إليه، والدين يضاف إلى من يعتنقه ويؤمن به.