الرحمة بالحيوانات برعاية أجانب يعشقون مصر.. بريطانيون يؤسسون مستشفى بالأقصر لتقديم الرعاية الصحية والعلاج المجانى للخيول والحمير والقطط.. إقامة أول شيلتر لرعاية الكلاب فى المعابد الأثرية وشوارع البر الغربى

الأحد، 06 أبريل 2025 07:00 م

جانب من العمليات الجراحية بأيدى أطباء أجانب فى الأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

"الأقصر أرض الرحمة بالحيوانات" ذلك هو الشعار الذي يرفعه الأجانب الذين يعشقون مصر وأرض الأقصر، والذين قرروا رعاية الحيوانات بكافة أنواعها على طريقتهم الخاصة كما يتم في الدول الأجنبية، حيث تأتى أبرز تلك الخطوات للرحمة بالحيوانات بدون مقابل وبالمجان تماماً إقامة أول شيلتر لرعاية الكلاب الضالة في البر الغربي، والذي أقامته عالمة مصريات إسبانية، وذلك بجانب مستشفى تمت إقامتها بأيادي أجانب عشقوا الأقصر منذ 25 سنة مضت في البر الشرقي لرعاية الخيول والحمير والكلاب والقطط بالمجان تماماً.

ويرصد "اليوم السابع" تلك الملامح المميزة لدعم ورعاية الحيوانات والرحمة بهم، حيث تحظى الحيوانات برعاية أجنبية من نوع خاص داخل مستشفى أقامها بريطانيون وهى مجانية تماماً لمساعدة الحيوانات ووقف معاناتها، وتسمى تلك المستشفى "ACE" للعناية بالحيوانات فى الأقصر، حيث أن هذا الإختصار هو animal care in Egypt، والتى أقيمت بمبادرة من مجموعة من الأجانب المقيمين فى صعيد مصر والقائمة على تبرعاتهم وبعض المصريين من محبى الحيوانات، حيث توجد تلك المستشفى في مدخل قرية الحبيل على بعد 5 كيلو متر من قلب مدينة الأقصر.

ويضم المستشفى الذى أقيم في عام 2000 برعاية مؤسسة خيرية بريطانية متخصصة في علاج ورعاية الحيوانات، غرفة عمليات جراحية مختلفة للحيوانات، وغرف لحجز الحيوانات لاستكمال العلاج عقب إجراء العمليات، وغرف أخرى لتنظيف وتعقيم الحيوانات يوميًّا، ومواقع للحفاظ على الحيوانات التى يجدونها فى الشارع بلا مالك، للعناية والاهتمام بها، حيث قالت كيم تايلور، مدير المستشفى، إن هذا الصرح الطبي الذي بنى منذ 25 سنة مضت هو امتداد لفكرة مستشفى بروك للعناية بالخيول، الذى تم إنشاؤه منذ أكثر من 150 عاما بالقرب من معبد الأقصر، ويضم مجموعة من الأطباء الأجانب، يبلغ عددهم 9 أطباء، إضافة إلى 7 أطباء مصريين، وأربعة سائقين لنقل وجلب الحيوانات للمستشفى، و11 موظفا وعاملا ومساعدا للأطباء، ويقدم المستشفى خدماته الطبية لكل أنحاء الصعيد، إذ يدعو لذلك عبر زيارات طبية وحملات مختلفة.

وأكدت البريطانية كيم تايلور مديرة المستشفى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أنها متخصصة فى العناية بالحيوانات منذ عدة سنوات، ومارست هذا العمل فى بريطانيا، بلدها الذى أتت منها لتستقر فى مصر، البلد الذى أحبته، وبالأخص فى الأقصر، لجمالها وهدوئها وسحرها الطبيعى صباحًا ومساء، وقررت استكمال طريق التبرع لخدمة الحيوانات بالصعيد، والقيام بعمل حملات مكثفة لتوعية أصحاب الحيوانات بطرق وسبل رعايتها بصورة جيدة تليق بها، وكذلك تقديم كل أوجه الخدمات الطبية العلاجية المباشرة للحيوانات بالمجان تماماً، حيث أن المستشفى لم يتوقف دوره عند العلاج فقط، ولكنه تعاون مع محافظة الأقصر ومجلس المدينة لخدمة الخيول العربية الأصيلة التى تخدم السياحة فى المحافظة بصورة مميزة، إذ توزع الغلال والأكل الخاص بها على عدد من أصحاب الحنطور بصورة يومية، وكذلك نفذ المستشفى عددا من المظلات ومواقع الشرب للخيول بمحيط معبدى الأقصر والكرنك، إضافة إلى تصنيع حفاضات للخيول بطرق صحية تمامًا، تحافظ على مدينة الأقصر، ويتم تسليمها وتوزيعها على ملاك الخيول.

فيما صرح عبد الرحيم زكى سلامة صاحب محل متخصص في رعاية الحيوانات بمدينة الأقصر، إنه تم تدشين تلك المستشفى الخيري برعاية مؤسسة بريطانية خيرية منذ حوالى 25 سنة مضت، موضحاً إنه تضم المستشفى أيضاً عيادة للمشي، ومستشفى لإجراء العمليات الجراحية العاجلة والكبيرة للحيوانات، بجانب 25 إسطبل تسمح للحيوانات بالراحة من حياتها العملية حيث يمكنهم التعافي فيها، بجانب تقديم علاجات منتظمة تضمن عودتهم إلى صحتهم بعد رحلة العمليات والعلاج وغيرها، موضحاً إن تلك الرعاية للحيوانات تؤثر على الأمد الطويل على رفاهية الحيوانات العاملة والأشخاص الذين يعتمدون عليها بشكل كبير في سبل عيشهم، حيث أنها أقيمت بمبادرة لمجموعة من الأجانب المقيمين فى صعيد مصر، بإنشاء مستشفى لتقديم العلاج والخدمة الطبية وإجراء العمليات المختلفة لكل أنواع الحيوانات، فى محافظة الأقصر، ويقوم المشروع على التبرعات منهم ومن بعض المصريين، الذين يتوجهون للمستشفى لعلاج حيواناتهم فيجدون صرحا طبيا بمستوى عالمى.

وفى البر الغربي أقدمت عالمة المصريات الإسبانية الجنسية Asunción saez mollor، على خطوة مختلفة من نوعها بدأتها منذ حوالى عام لتدشين أول ملجأ ضيافة للكلاب الضالة المنتشرة في ربوع المناطق الأثرية والجبلية في مدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، لحمايتها من الشوارع ورعايتها صحياً وبيطرياً، حيث قررت تدشين الملجأ بعد واقعة كلب الهرم التي أثارت حالة من الدعم الكبير للحيوانات الأليفة المنتشرة في المناطق السياحية والأثرية حول مصر.

وقالت الإسبانية Asunción saez mollor وشهرتها "آسون سيون"، إنها تزور مصر وخصوصاً الأقصر منذ حوالى 30 عاماً مضت لتقديم محاضرات لطلبتها في علم المصريات، وكان يراودها حلم عمل ملجأ ضيافة لجمع الكلاب الضالة المنتشرة في شوارع مدينة القرنة والأقصر بأكملها داخلها لحمايتها من حرارة الطقس صيفاً والبرودة الشديدة شتاءاً مع تقديم خدمات بيطرية لها على مدار الساعة لتقديم أفضل رعاية لها بدلاً من تعريضها للموت في العراء والشوارع، ولذلك بدأت منذ فترة بالتعاون مع أصدقاؤها المصريين في تجهيز منطقة على الطريق الصحراوى غرب الأقصر لتكون ملجأ للكلاب الضالة على غرار مستشفى علاج ودعم الحيوانات في شرق الأقصر.

وأضافت الإسبانية آسون لـ"اليوم السابع"، أنها تقوم منذ حوالى عام بتجهيز الملجأ والذي جمعت فيه بعض الكلاب الكبيرة والصغيرة من الصنف البلدى الشهيرة بشوارع وجبال الأقصر، والتي كانت على وشك الموت وتم تقديم الرعاية الصحية لها لحمايتها من الضرر، وقررت تدشين الملجأ وفتحه رسمياً بعدما آثارت واقعة كلب الهرم الشهيرة في تصدر الصحف العالمية، لكي تبدأ رحلتها رسمياً في جمع أصدقاؤها لدعم فكرتها وتوسعتها خلال الفترة المقبلة، مؤكدةً على أنها تحلم بأن توفر ملجأ لكافة الكلاب الضالة في المواقع الأثرية وشوارع الأقصر وكافة ربوع مصر، لتوفير حياة سعيدة لهاورعاية صحية دائمة بدلاً من تعرضها للخطر في الشوارع يومياً.

وعلى جانب رجال الطب البيطرى كشف الدكتور طارق لطفى مدير عام الطب البيطري بالأقصر، أنه تم يتم بصورة دورية عمل زيارات وتشكيل لجان مع مسؤولي مؤسسات رعاية الحيوانات بالمحافظة، لبحث سبل التعاون علاج وتحصين الخيول والدواب ضد مرض السعار وغيرها من الأمراض، وحرصاً التعاون بين الجهات التنفيذية الحكومية للمتابعة، والتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني لتسهيل تقديم الخدمة للمواطنين.

وأضاف الدكتور طارق لطفى، لـ"اليوم السابع"، أنه تم مؤخراً شارك في فعاليات مسابقة لخيول الحنطور، تم خلالها اختيار أفضل عشرة خيول صحياً وجمالاً، وتم تكريم أصحاب هذه الخيول بتوزيع جوائز مالية وشهادات تقدير، بالإضافة إلى توزيع كؤوس الفوز للثلاثة الأوائل، برعاية مستشفى بروك الخيرى لعلاج الحيوان، وبحضور الدكتور غايس داود مدير المستشفى، والدكتور أمين حراجى طبيب اول المستشفى، والدكتور أشرف سالم والدكتور أحمد عاطف من أطباء المستشفى، وفي إطار تعاون مديرية الطب البيطري بالأقصر مع جميع الجمعيات والهيئات والمؤسسات لتنمية الثروة الحيوانية.

وجاءت تلك المسابقة في إطار التعاون المثمر مع جمعية مستشفى بروك الخيرى لعلاج الحيوان بالأقصر، وذلك تحت رعاية المهندس عبد المطلب ممدوح عمارة محافظ الأقصر، وتنفيذاً لتعليمات علاء فاروق وزير الزراعة، والمهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة، والدكتور ممتاز شاهين رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وفي إطار التعاون مع الجمعيات الأهلية والخيرية لتنمية الثروة الحيوانية، وفي الحفاظ وتنمية الطابع المميز السياحي لمحافظة الأقصر، وهى خيول الحنطور بحالة صحية عالية وتشجيع أصحابها على العناية بها، وتقديم أفضل الخدمات المجانية البيطرية لهذه الخيول لكي تظهر بالمظهر الذي يليق بمدينة سياحية ذات طابع مميز عالمياً.