تداعيات قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية كثيرة ومتعددة والسيناريوهات المرتقبة - وفقا لخبراء ومتخصصين- تؤكد أن هناك توترات متصاعدة فى التجارة الدولية، وأن حالة عدم اليقين تسيطر على الاقتصاد العالمي، لكن وفقا للمعطيات وطريقة إدارة ترامب المثيرة للجدل والتى تستهدف الحلفاء قبل الخصوم، ما يحدث له سيكون له تداعيات خطيرة على الاستقرار العالمى، وهو نراه فى زيادة حدة الصراع فى الحروب الدائرة ، وما سيحدث بعد قرارات رفع الرسوم الجمركية.
لذلك، أعتقد، أنه رغم حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستعيش عصرا ذهبيا بعد قرارات يوم التحرير، الخاصة برفع الرسوم الجمركية، لكن حقيقة الأمر واشنطن هى الخاسر على المدى البعيد، لأنه ببساطة هذه القرارات قد تعنى نجاحا مزيفا لواشنطن على مدى القصير، فى ظل الشعارات التي يطلقها ترامب فى كل تصريحاته مثل أمريكا أولا.
لكن فى ذات الوقت ستؤدى هذه القرارات إلى مزيد من التوترات المتصاعدة فى العالم، ما يدفع دول العالم إلى البحث عن بدائل جديدة والتوجه إلى نظام متعدد الأقطاب، والبحث عن طرق وبدائل للخروج من عباءة الولايات المتحدة، وبالتالى ستكون واشنطن الخاسر على المدى البعيد خاصة على مستوى هيمنتها على النظام العالمى.
وما يؤكد ذلك ردود الأفعال الغاضبة، وتوجه التجارة الدولية نحو التعددية القطبية وتوسع دول كثيرة فى عقد شراكات إقليمية، إضافة إلى أن الصين ستعمل بكل جهد للاستفادة من تراجع النفوذ الأمريكي لتعزيز علاقاتها التجارية، غير إلى أن هناك تكتلات تجارية بدأت تظهر بالفعل، مثل دول اتفاق الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ، وكذلك قيام الاتحاد الأوروبي وكندا باتخاذ إجراءات عكسية وبفرض تعريفات جمركية انتقامية ردا على ترامب.
وهو ما يتطلب من الاقتصاديات الواعدة والناشئة - مصر نموذجا- الاستفادة من هذا، بضرورة البحث عن أسواق بديلة ووضع ترتيبات جديدة منها العمل على صرف الغالى والنفيس من أجل توطين الصناعة والتكنولوجيا وتحقيق الاكتفاء الذاتي على كل الأصعدة فى ظل عالم يموج بالمتغيرات والاضطرابات السياسية والاقتصادية.
