احتفالات عيد القيامة.. الأقباط يستعدون لأقدس أيام السنة بأجواء روحانية تملأ الكنائس.. دخول المسيح لأورشليم بأحد السعف.. خميس العهد يجسد التواضع بغسل الأرجل وسر التناول.. وانتظار النور المقدس من القبر يوم السبت

الأربعاء، 02 أبريل 2025 09:00 ص
احتفالات عيد القيامة.. الأقباط يستعدون لأقدس أيام السنة بأجواء روحانية تملأ الكنائس.. دخول المسيح لأورشليم بأحد السعف.. خميس العهد يجسد التواضع بغسل الأرجل وسر التناول.. وانتظار النور المقدس من القبر يوم السبت كنيسة
كتبت – بتول عصام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستعد الكنائس المسيحية في مصر والعالم للاحتفال بـ عيد القيامة المجيد، والذي يأتي بعد فترة الصوم الكبير المقدس، حيث تبدأ الاستعدادات الروحية لأسبوع الآلام، وهو الأسبوع الأخير من الصوم، الذي يحمل أقدس الأيام في السنة المسيحية، وتتوشح الكنائس بالسواد، وتُقام صلوات "البصخة المقدسة"، ويشهد طقوسًا دينية مميزة يعيشها الأقباط بقلوب خاشعة وأرواح متأملة في درب آلام المسيح وقيامته الممجدة.

أحد الشعانين واستقبال المسيح

يبدأ أسبوع الآلام يوم الأحد 13 أبريل 2025 بـ"أحد الشعانين"، أو "أحد السعف"، وهو يأتي قبل الفصح بأسبوع وهو الأحد الأخير من الصوم واليوم الأول من أسبوع الآلام، ويحيي فيه الأقباط ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم، حيث استقبله الشعب بسعف النخيل وأغصان الزيتون هاتفين: "مبارك الآتي باسم الرب". وخلال هذا اليوم، تمتلئ الكنائس بالمصلين الذين يرفعون أغصان السعف والورود، وتُقام صلوات خاصة تُشيد بالمسيح كملك للسلام.
وتعتبر كلمة شعانين، كلمة عبرانية من (هوشعنا) أوصنا. معناها (يا رب خلص) (مت 21: 9)، ومنها أخذت لفظة أوصنا اليونانية (مت 21: 9) التي ترتلها الكنيسة في هذا العيد. ولأهمية هذا الحدث رتبت الكنيسة الاحتفال بذكراه كل سنة وجعلته عيدًا عموميًا من أعيادها الكبرى منذ القديم.

خميس العهد وسر الإفخارستيا

يوم الخميس 17 أبريل 2025، تحتفل الكنيسة بـ"خميس العهد"، اليوم الذي أسس فيه السيد المسيح سر التناول المقدس "الإفخارستيا" خلال العشاء الأخير مع تلاميذه، حيث غسل أرجلهم تواضعًا، وأوصاهم بالمحبة والخدمة، فهو بداية العهد الجديد بالدم الكريم مقدمًا الخلاص للكنيسة ممثلة في التلاميذ القديسين. وتشهد الكنائس في هذا اليوم طقس "قداس اللقان"، حيث يتم تلاوة الصلوات على الماء، ويقوم الكهنة بغسل أرجل المصلين اقتداءً بالمسيح، في إشارة إلى الطهارة والنقاء الروحي.

الجمعة العظيمة أقدس أيام السنة المسيحية

تأتي الجمعة العظيمة، يوم 18 أبريل 2025، حاملةً أجواء الحزن العميق والتأمل في آلام السيد المسيح وصلبه، إذ يُعتبر هذا اليوم من أكثر الأيام قداسة وتأثيرًا في وجدان الأقباط إذ يمثل العديد من الأحداث التي تمثل تاريخًا للأقباط ما بين محاكمة وصلب وتعذيب المسيح. حيث تُرتل الألحان الحزينة، ويتم تلاوة النبوات والمزامير التي تعكس مشهد الآلام العظيم، وسط أجواء روحانية تملأ القلوب بخشوع كبير.

سبت النور وانتظار القيامة

في يوم السبت 19 أبريل 2025، الذي يُعرف بـ"سبت النور"، وهو اليوم الذى قضاه المسيح فى قبره، بعد موته مصلوبًا، قبل أن يقوم من موته، بحسب المعتقد المسيحى، وينتظر الأقباط بفرحٍ وسكون إعلان القيامة، ويتميز هذا اليوم بحدث فريد، حيث ينبثق "النور المقدس" من قبر المسيح في كنيسة القيامة بالقدس، وهي معجزة سنوية تشهدها آلاف العيون في لحظة مهيبة.

عيد القيامة والفرح الأعظم

وفي صباح الأحد 20 أبريل 2025، تنطلق احتفالات "عيد القيامة المجيد"، وهو العيد الأكبر في المسيحية، الذي يُعلن انتصار الحياة على الموت، إذ يفرح الأقباط بقيامة المسيح، ويبدأون بقداس العيد، حيث تُرتل الترانيم المبهجة، وتُقرع الأجراس، وسط أجواء من البهجة.

احتفالات شم النسيم

يتزامن عيد القيامة مع "شم النسيم"، الذي يحتفل به المصريون جميعًا، مسلمين ومسيحيين، في أجواء مليئة بالبهجة، حيث تُزين البيوت بالبيض الملون، ويتم تناول الفسيخ والرنجة، في مشهد يعكس وحدة الشعب المصري في أفراحه ومناسباته المختلفة.

يُعد عيد القيامة المجيد تتويجًا لأسبوع مليء بالتأملات الروحية والصلوات، حيث يجسد انتصار النور على الظلمة، والفرح على الحزن، والحياة على الموت، كما تتعالى الترانيم داخل الكنائس وتدق الأجراس مبشرةً بالقيامة، التي تُعد رمزًا للفرح والخلاص في العقيدة المسيحية.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة